استحضر المشاركون في المائدة المستديرة التي نظمها المكتب التنفيذي لحلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي تحت عنوان "الحركة الحقوقية ورهان البناء الديمقراطي" يوم الاربعاء 27 ماي الجاري بالمكتبة الوطنية، الدورالريادي والكبير الذي لعبه المناضل الكبير، الفقيد سيمحمد الحيحي في المجال الحقوقي وفي ميادين عدة كالتربية والعمل الجمعوي التطوعي بقطاع الشباب والتي راهن عليها هذا الهرم الكبير خلال مسيرته باعتبارها حقولا لاتستقيم المواطنة الحقة الامعها، وبكونه من شباب الحركة الوطنية خلال الفترة الاستعمارية وبعدها والذي كان يؤكد دائما على العلاقة الجدلية بين النضال السياسي والتربوي والحقوقي .
أبرزت المائدة المستديرة لحلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي التي نشطت أشغالها الجمعوية لطيفة بوشوى، والتي شارك فيها الاساتذة: عبدالرحمن بنعمرو، محمد الصبار الحبيب بلكوش، لطيفة البوحسيني وخديجة المروازي، الدورالذي قامت به الحركة الحقوقية في تطوير البناء الديمقراطي بالمغرب والمكتسبات التي حققتها ومدى اتساع دائرتها حاليا وتنوع عناصرها وتعدد النسيج المدني المغربي المهتم بقضايا حقوق الإنسان، حيث أصبحت تشمل الطفل والمرأة والإعاقة والحق في السكن وغيرها من الحقوق.
وعن التحديات المطروحة على الحركة الحقوقية والتي طرحها الحقوقيون بالمائدة المستديرة التي أشرفت عليها حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي، هناك العديد من التحديات التي لاتزال تعترض الطريق نحو التقدم، وعلى وجه الخصوص التحديات التي ترتبط بتفعيل المقتضيات الدستورية في قضايا حقوق الإنسان وتحقيق الاستقلالية وتطوير الأداء في تتبع السياسيات العمومية والاحترافية في العمل. بالاضافة إلى التحديات المطروحة على مستوى الإرهاب.
النقيب عبد الرحمان بن عمرو، بعد استحضاره لدور الحركة الحقوقية ومسيرتها الصعبة في سنوات الرصاص و التوسع الذي عرفته رقعتها والمكتسبات التي حققتها على مستوى الدستوروالنصوص، دعا إلى تشكيل جبهة حقوقية وسياسية من أجل مواجهة أي تراجع عن المكتسبات في مجال حقوق الإنسان وتفعيل الدستور على ارض الواقع. مبرزا مسؤولية الحركة الحقوقية و المؤسسة التشريعية والسلطة التنفيذية والقضاء والمجتمع في تفعيل وتكريس احترام حقوق الإنسان وعدم الإفلات من العقاب.
من جهته، أبرز الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان محمد الصبار التوسع والتعدد في النسيج المدني المغربي المهتم بقضايا حقوق الإنسان والتراكم الذي أصبحت تتوفر عليه الجمعيات الحقوقية وإمكانية التشبيك والوحدة التي ليست غاية في ذاتها ، متسائلا هل يمكن صياغة ميثاق وطني منصوص عليه في المنظومة الكونية وإذا كان هناك ميثاق فالأمر يتطلب إلى مراجعة الميثاق الحالي. مؤكدا على ضرورة استقلالية الأجندة الوطنية في مجال حقوق الإنسان مع الرصد الدقيق لحاجيات المجتمع الضاغطة بهذا المجال، إضافة إلى عدد من الرهانات المتعلقة بتفعيل المقتضيات الدستورية في مجال حقوق الإنسان والنهوض بجودة ودقة وحيادية تقارير المنظمات وإسماع صوت الفاعل الحقوقي في ما يخص السياسات العمومية والقدرة على الترافع وتقديم التقارير الموازية.
رئيس مركز الديمقراطية وحقوق الإنسان، لحبيب بلكوش، أكد على توثيق ذاكرة حركة حقوق الإنسان وإعادة قراءتها بتسليط الضوء على ما حققته وما لم تحققه في هذا المجال، مبينا أن الحركة الحقوقية في المغرب استطاعت أن تحقق مكتسبات متعددة، وأن توسع من رقعتها وتضم فاعلين جدد، لتصبح ذات طابع نسائي وتهتم بالطفل والثقافة وتؤثر في جدولة الفاعل السياسي وأن تجعل سؤال حقوق الإنسان سؤالا راهنيا في أجندة مختلف الفاعلين، وأكد على تطوير خبرات ومهارات الجمعيات في مجال تقييم السياسات العمومية والعمل على تأصيل وتملك ثقافة حقوق الإنسانٍ وعدم الاكتفاء باليقظة والتفكير في قضايا الارهاب وجوهرها ومدى تأثيرها على حقوق الإنسان.
من جهتها، تطرقت لطيفة البوحسينى، الأستاذة الجامعية والفاعلة الحقوقية، إلى الدورالطلائعي للحركة النسائية في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والنهوض بقضايا المساواة بين الجنسين وتطوير البناء الديمقراطي وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان والمساهمة في تطورودينامية المغرب بمختلف المجالات السياسية والحقوقية والمدنية. مبرزة تمكن الحركة النسائية من تطوير قدراتها الترافعية والتفاوضية وتمكنها من تحقيق استقلاليتها عن الدولة والأحزاب السياسية والممونين.
أما رئيسة الوسيط لحقوق الإنسان خديجة مروازي ، فقد دعت إعادة النظر في منهجية الاشتغال بين مختلف الفاعلين الحقوقيين عن طريق النظر في التطورات الواقعة دستوريا وقانونيا و المعمول بها على أرض الواقع. مشددة على الحركة الحقوقية والجمعوية بالتحلي بيقظة وحزم أكبر في مراقبة وتتبع تفعيل السياسات العمومية والاختلالات في البرامج ومدى انسجام هذه السياسات في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، معتبرة عامل الإحراج ضروري ولا بديل له في ظل الفراغ الحاصل والتمفصل الكائن بين القضايا الحقوقية ومهمة البناء الديمقراطي.
حياة البدري

