إعداد:
حياة البدري
مرض الكوليرا مِن
الأمراضِ المُعدِية، ينتقل عن طَريقِ بكتريا تسمى الفيبريو كوليرا من خلال الأشربة والأطعمة
الملوّثة ببُرازِ الأشخاصِ المُصابين بهذا المرض، مما يؤدي إلى إصابة المريض
بإسهال حاد، الشيء الذي يتطلب منح المصاب بهذا المرض السوائل والعمل على تعقيم
المياه التي تستخدم في الشرب.
أعراض
مرض الكوليرا
لا تظهر أعراض
مرض الكوليرا لدى كل الناس الذين يصابون بها، إلا أن 4/1 (ربع) المصابين به يشعرون
بأعراضٍ خفيفةٍ إلى مُتوسّطةٍ، وأن %5 فقط من المُصابين بمرض الكوليرا تكون الأعراض لديهم حادة، وتظهر عندهم بشكل واضح.
ومن أهم أعراض مرض الكوليرا، أن عدوى الكوليرا
تصيب الأمعاء، وأن المريض يعاني في الحالاتِ الشديدة من إسهالٍ حاد جدا، يميل لونه
للبياضِ، وتكون رائحتهُ مثل رائحة السّمكِ، وفي أحيانٍ نادرة جدا يُصاحبه مُخاطٌ ودم
أيضا، ويصل عدد مرّات استخدام الحمّام من 10إلى20 مرة في اليوم، الشيء الذي يفقد
معه المريضِ كميات كبيرة جدا من السوائلِ، والأملاح، والعناصر المختلفة الموجودة في
الجسمِ، بالإضافة إلى ارتفاعٍ غير شديد في درجةِ الحرارة، و قيء على مدار اليوم،
إذ تصل عدد مرّات التقيّؤ من 5مرات إلى7
مرات في اليوم، حيث يتم تقيء أي شيء يشربه أو يأكله المريض.
كما يعاني المصاب
بمرض الكوليرا أيضا من آلام في البطن، حيث يصيب هذا الألم جميع مناطق البطن ولا يرتكز
في منطقة مُعينة، وهو يخف في كل مرّةٍ يذهب فيها المريض إلى الحمّام ثم يعود، ويصف
المريض في الغالب بكونه ألم مُتوسط. إضافة إلى حالات العطش الشديدة التي يعاني
منها المريض، نتيجة فقدانه لكميات كبيرة من السوائل، ينجم عنها إصابة المريض
بالجفاف وبالتالي تعرضه لأعراض قد تهدد حياته. مثل الجفاف، الذي قد ينجم عنه
ارتفاع نبضات القلب، وانخفاض ضغط الدم.
مضاعفات
الإصابة بوباء الكوليرا
فعندما يصاب المريض بوباء الكوليرا، قد يتعرض
لجفاف حاد، ينجم عن فقدانه لكميات كبيرة من السوائل، ترتفع معه نبضات القلب وينخفض
معه ضغط الدم، ويتعرض معه الجلد للجفاف، ومن ثمة فهو لا يعود إلى وضعه الطبيعي، وقد
يؤدّي هذا الجفاف في بعضِ الحالات إلى فشل كلوي خلال أقل من 24 ساعة، ثم خلل في كيميائيّة
الدم وأملاحه، مما يؤدي إلى آلام في العضلات والمفاصل، بالإضافة إلى صدمة نقص حجم الدم
التي تُؤدي إلى فقدان الوعي أو حتى الموت خلال ساعات معدودة. وهذا إن دل على شيء،
وإنما يدل على عدم الاستهانة بهذه الأعراض نهائيا.
أعراض
مرض الكوليرا عند الأطفال:
وتكون أعراض مر
ض الكوليرا لدى الأطفال مشابهة للأعراض لدى البالغين. ومن الممكن أن تأخذ وقتا أقصر،
كي تظهر هذه العلامات، ويُصاحب الجفاف لدى الطّفل عادة، نقصا في مستوى السكر في الدم،
مما يُؤدي إلى الإغماء، ونوبات التشنّج العصبي.
أسباب
مرض الكوليرا
ويعود سبب هذا المرض
إلى بكتيريا تتسمى "الفيبريو كوليرا"، وتسمى
أيضاً "الضمّة الكوليريّة"، وهي توجد
عادة في الأغذيةِ أو المياه الملوثة. وهي تشمل:
·
شرب المياه المُلوثة أو المخلوطة بمياهِ الصّرف الصحي،
حيث ترتبط المياه المُلوثة بانتقال الأمراض مثل الكوليرا، والإسهال، والتهاب الكبد
(A)، وشلل الأطفال، والتّيفئويد.
·
الخضار التي نَمَت وتم سقيها بالمياه التي تحتوي
على فضلات الإنسان.
·
الأسماك النيئة أو المأكولات البحريّة المُستخرجة
من المياهِ المُلوّثة بمياهِ الصّرفِ الصحيّ.
الوقاية من مرض الكوليرا
بالرغم من وجود اللقاح ضد مرض الكوليرا، إلا أن مركز السّيطرة على الأمراض
(CDC)، ومنظّمة الصّحة العالميّة لا ينصحان بهِ كحل، لأنّ جرعته لا تحمي
من الإصابةِ بالمرضِ للأبد، حيث إنّ مفعوله لا يستغرق سِوى بضعةِ أشهر إلى سنتين
فقط. ومن ثمة، يمكن لكل فرد حماية نفسه وعائلته، من عن طريق:
·
شرب الماء الآمن واستخدام المياه الخالية
تماما من الجراثيم، والمياه التي تمّ تطهيرها كيميائيا، أو المياه المُعبّأة في زجاجات.
·
يجب التأكّد من استخدامِ المياه المغلية، أو تطهيرها
كيميائيا قبل استخدامها في الشّرب و إعداد الطّعام و صنع الثّلج أو الاستخدام اليوميّ
للفرد، كتنظيف الأسنان، أو غسل الوجه واليدين، غسل الصحون والأواني التي تُستخدم لتناول
أو إعداد الطّعام وغسل الفواكه والخضروات.
·
كما يجب على المريض إتباع العديد
من النّصائح للوقاية من الإصابة بمرض الكوليرا، كغلي الماء مدةِ دقيقة إلى ثلاث دقائقٍ
على حرارةٍ مرتفعة، أو استخدام المُطهّر الكيميائيّ التجاريّ، كما يمكن معالجة
المياه في حالة عدم توفر منتجات الكلور، بواسطة استعمال البيض المنزلي، بإضافة
قطرتين منه لكل لتر من الماء، والانتظار لمدة 30 دقيقة ليصبح جاهزا للاستعمال.
·
الحفاظ على الماء المعالج داخل إناء
مغلق.
·
تجنّب الأطعمة النّيئة مثل: الفواكه
والخضروات غير المُقشّرة، الحليب، ومنتجات الألبان غير المُبسترة، واللحوم النّيئة
أو غير المطبوخة، تجنّب تناول الأسماك التي تمّ صيدها في الشّعابِ الاستوائيّة والتي
قد تكون مُلوّثةً بمياه الصّرف الصحيّ.