حياة البدري
نظم اتحاد العمل
النسائي فرع البيضاء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وفي سياق الحملة التي أطلقها
اتحاد العمل النسائي في إطار حملة "من أجل قانون أسري يضمن الملائمة
والمساواة"، يوم الجمعة 9 مارس على الساعة الثالثة بعد الزوال، بمقر مركز
النجدة بالدارالبيضاء. لقاءا فنيا وتحسيسيا بثغرات النص القانوني وإشكالات تطبيق
مدونة الأسرة، من قبل الكاتبة العامة لاتحاد العمل النسائي، الأستاذة السعدية الباهي، والأستاذة نجية
عبد الكريم وتسيير الأستاذة سندس صبري.
و تم التطرق خلال اللقاء التحسيسي لمجموعة من
القضايا النسائية، التي لاتزال عالقة لحدود الآن ولمجموعة من الثغرات التي تشوب
النص القانوني، وتكرس العنف ضد النساء بكل أطيافه وألوانه، سواء تعلق الأمر ببيت
الأسرة أو بيت الزوجية ، أو بالفضاءات العامة أو في العمل أو حتى بالقطاع السياسي
والمناصفة وبالعالم القروي وبإشكالية تمدرس الفتاة والهشاشة بصفوف النساء، وبما تصادفه
النساء من مشاكل في المحكمة وغيرها من العراقيل التي لا تزال تقف حجر عثرة أمام
حقوق المطلقة والأبناء.
كما قدمت مجموعة
من المستفيدات بمركز النجدة، خلال هذا اللقاء مجموعة من الشهادات المؤلمة، كشهادة
أم مكلومة ومفجوعة، مصابة بمرض السرطان، توفيت ابنتها بسبب الضرب والتعنيف
المتكرر الذي كان يمارسه زوجها عليها،
فتجرعت السم لوضع حد لحياتها البائسة، وتتهمه والدتها على أنه المسؤول وراء وفاتها
وتطالب بحق ابنتها وبنفقة أطفالها، الذين لايتذكرهم والدهم. ثم شهادة أب كان يعمل
بالصحراء المغربية ردح من الزمن ويناضل من أجل بلاده، ولما عاد إلى الدار البيضاء،
تعرضت ابنته القاصر(14 عاما) للاغتصاب، من قبل شخصين واحد اعتدى عليها والاخر
كبلها من يديها، وغيرها من الشهادات الحية التي أبكت عيون الحضور.
وخلص اللقاء
التحسيسي، إلى أن الأوان قد حان لسد كل الثغرات التي توجد بالنص القانوني، التي تكرس
العنف وتفلت من العقاب، وتسمح بالتلاعب القانوني واستمرارية العنف، وأنه حان الوقت
لتغييرالعقليات الذكورية، ومجموعة من السلوكيات
التي لا تتناسب والعصر الحالي، من خلال التفاف كل عناصر المجتمع المدني والسياسي
والعمالي وكل المثقفين و المواطنين، من أجل التركيز على ضرورة تغيير مدونة الأسرة،
وتغيير النصوص القانونية بشكل يتناسب والدستور والمواثيق الدولية التي يصادق عليها
المغرب .