mercredi 6 février 2019

الدكتورة خديجة الأعرج : الضغوطات النفسية تثير مرض القولون العصبي


حاورتها حياة البدري

كيف يعرف الشخص أنه مصاب بمرض القولون العصبي
 يعد القولون العصبي جزء من القناة الهضمية ومن مكوناتها الرئيسية، وهو ما يطلق عليه أيضا الأمعاء الغليظة، ويكمن دوره في امتصاص الماء وجزء بسيط جدا من المواد الغذائية بالإضافة إلى تحليل المواد العضوية الموجودة في الفضلات وذلك عن طريق بكتيريا الفلورا، وهويمتد من الأمعاء الدقيقة حتى المستقيم. ويعرف الشخص أنه مصاب بمرض القولون العصبي، من خلال وجود مجموعة من الأعراض أهممها وجود آلام مزعجة ومتكررة في جميع الأوقات وخصوصا بعد الأكل، انتفاخ بالبطن والشعور بتواجد الغازات، الشعور بالتخمة وعدم الراحة بعد تناول الطعام.

هل يعاني الأطفال من نفس أعراض القولون العصبي التي يعاني منها الأشخاص الراشدون؟
يتقاسم الأطفال تقريبا نفس أعراض القولون العصبي مع الأشخاص الراشدين، بالإضافة  إلى أعراض أخرى تتجلى في فقدان الأطفال للتركيز والشعور بالكآبة والتعب، نتيجة مجموعة  من العوامل، منها تكاثر البكتيريا في الأمعاء، والتهاب الأمعاء وكذلك العامل الوراثي.

في نظركم ماهي الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى أمراض القولون العصبي ؟
لحد الساعة لم يتم التوصل لأسباب مباشرة معينة تؤدى إلى إصابة شخص بالقولون العصبى دون غيرها، إلا أن هناك بعض العوامل الهامة التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض القولون العصبي وقد تصبح مؤشرا وراء زيادة نسب الإصابة به. منها ماهو نفسي يكمن في الضغوطات والتوترات الزائدة والأعمال المرهقة، ومنها ماهو هرموني، يلاحظ لدى النساء. وهو يصاحب بعض الفترات العمرية على وجه الخصوص.
لماذا تتفاقم الإصابة بمرض القولون العصبي لدى النساء وبشكل أكبر لدى الحوامل؟
يرجع هذا الأمر إلى التغيرات الهرمونية التي تعرفها النساء في مختلف الفترات العمرية، الشيء الذي يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بمرض القولون العصبي، أما عند الحوامل فيعود السبب إلى التغير الهرموني الكبير الذي تعرفه المرأة الحامل خلال فترة الحمل، الشيء الذي يجعل النساء الحوامل المصابات بمرض القولون العصبي، يعانين من زيادة صعوبة التعايش مع وضع الحمل.
 
 ماهي أهم طرق علاج القولون العصبي؟
من أهم طرق علاج القولون العصبي، شرب كميات مهمة من الماء، والتركيز على تناول الألياف والخضروات المتنوعة التي تساعد على التخلص من الإمساك، والعمل على ممارسة الرياضة بشكل يومي وبشكل منتظم وتنجب الكسل. مع ضرورة الابتعاد عن التوتر والضغوطات النفسية. بالإضافة إلى هذا يجب على الآباء أن يوفروا لأطفالهم الجو غير المشحون بالقلق والتوتر لتفادي إصابة أبنائهم بمرض القولون العصبي وتشجيعهم على ممارسة هواياتهم والتركيز على ضرورة ممارستهم الرياضة للتخفيف من التوتر والقلق. وتناول الأغذية الغنية بالألياف و"البروبيوتيك"، أما بالنسبة للمرأة الحامل فيجب عليها تجنب قدر الإمكان كل ما يمكن أن يثير مرض القولون العصبي، من توتر وقلق وعصبية، وتفادي الأغذية الذهنية والغنية بالغازات كالقرنبيط والمشروبات الغازية وغيرها وتناول الأغذية الغنية بالألياف وتناول الشوفان والخضر والفواكه وخبز القمح. أما العلاج من الناحية الطبية فيكمن في ما يصفه الطبيب من أدوية مضادة للإسهال والتشنج والتي قد تصل أحيانا إلى وصف جرعات منخفضة لبعض مضادات للاكتئاب.

ماهي أهم النصائح التي يمكنك تقديمها للمغاربة لمهادنة القولون العصبي؟
 الحرص كل الحرص على توفير الجو المناسب سواء في العمل أو البيت، للابتعاد قدر الإمكان عن الأجواء المشحونة بالتوترات والقلق، الذي يساهم في تزايد نسب أمراض القولون العصبي، والعمل على الاسترخاء والهدوء وتحقيق الراحة النفسية والحرص على عدم الإجهاد ، شرب كميات لا بأس بها من الماء طيلة اليوم، القيام بممارسة الرياضة بشكل منتظم ودائم وضروري، وتجنب الأغذية التي قد تسبب وتثير الإصابة بمرض القولون العصبي، كالخضروات التي تحتوي على الغازات ك "الكرومب" وتجنب أيضا الشوكولاتة بكل أنواعها، ومنتجات الألبان، كاللبن والريب التى يتحسس من تناولها بعض مرضى القولون العصبى وتعمل على إثارته، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة الدسمة التى تحتوى على نسب عالية من الدهون، وتفادي الأطعمة الجاهزة والسريعة وعدم الإفراط في الشاي والقهوة "النسكافي"، وضرورة تناول الطعام بروية وببطء ومضغه، وعدم تناول أي دواء دون استشارة الطبيب. 

 الدكتور خديجة الأعرج
*الطب العام