vendredi 10 septembre 2021

د إلياس الهواري: كورونا مرض جديد.. فلا داعي للتشكيك ولا للمؤامرات

 


  طبيب بقسم الإنعاش كوفيد بمستشفى مولاي يوسف بالدار البيضاء

* باعتباركم طبيبا بمستشفى مولاي يوسف، هل لا يزال يعرف اكتظاظا حتى الآن بالرغم من تزايد نسب الأشخاص الذين أخذوا لقاحات كورونا ولا يزالون؟

نعم لا يزال يعرف اكتظاظا، ففي قسم الإنعاش نصل إلى استقبال 28 حتى إلى 30 حالة، وهم حالات خطيرة إلى حالات حرجة.

من هي الفئات العمرية الأكثر إصابة بكوفيد، والتي تم استقبالها من قبل مستشفى مولاي يوسف؟

الفئات العمرية، التي نستقبلها في الإنعاش، حسب تجربتي المتواضعة انطلاقا من فبراير حتى الآن، فأصغر مريض قد استقبلناها بمستشفى مولاي يوسف، والذي كانت حالته خطيرة، كان يبلغ من العمر 25 عاما، كما استقبلنا حالات تبلغ 102 عام، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن كل الفئات العمرية مستهدفة ويمكن أن تتطور إلى حالات خطيرة وحرجة.

* من هي الفئات التي كانت عرضة للوفاة؟ ولماذا في نظركم؟

كل الفئات العمرية حاليا ممكن أن تتطور إلى حالات خطيرة وحرجة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، كوفيات في سن الثلاثين والأربعين والخمسين، وبطبيعة الحال، فالدراسات تثبت أن المرضى الكبار في السن، والذين يعانون من الأمراض المزمنة، كأمراض القلب، السكري، والمصابين بالسمنة، والذين يعانون من الأمراض التنفسية المزمنة، هم أكثر عرضة للوفاة، ولكن في الواقع، فحتى الحالات التي تكون في مقتبل العمر وتكون في سن الثلاثين والأربعين، وبدون سوابق مرضية وبدون أمراض مزمنة، تكون هي الأخرى مهددة، فقد شاهدنا بالمستشفى حالات خطيرة وحرجة وقد تعرضت للوفاة.

* هل يستقبل مستشفى مولاي يوسف إصابات من المتحور الجديد (دلتا)؟ وما هي أهم الاحترازات الوقائية والاستشفائية التي يتبعها مركزكم لتخطي الإصابات من هذا المتحور؟ فهل هي نفسها، أم أن هناك بروطوكولات جديدة حسب كل متحور جديد؟

نحن كأطباء إكلينيكيين، نستقبل حالات المرضى، ليس لدينا معلومات بكون المريض الفلاني، لديه متحور دلتا أم لا، فهذه معلومات خاصة بالبحث الإبديميلوجي، تجرى على مستوى المختبرات الوطنية كباستور والمختبر الوطني للصحة، لغرض أخذ فكرة عن الحالة الوبائية وانتشارالمتحور، وغير ذلك في المجتمع المغربي، فنحن لا نتوفر عن هذه المعلومة، والمعلومة التي نتوفر عليها هو أن هذا المريض مصاب بكوفيد وحالته خطيرة، بمعايير (1،2،3) أي بمعايير معينة، والعلاج في هذه الحالة لا يختلف لا بالنسبة لدلتا أو كاما ولا لومبا ولا بالنسبة للمتحور الإنجليزي ولا بالنسبة لفيروس ووهان الأول، فنحن نعمل على معالجتهم جميعا بنفس الطريقة، فليس هناك اختلاف في طريقة العلاج وليست هناك إجراءات خاصة، وحاليا نعلم أن متحور دلتا يوجد في المغرب، وأنا شخصيا أستنتج وإن لم تكن هناك معلومات واضحة من وزارة الصحة، أنه مادام يوجد في المغرب، فهو ينتشر كما تنتشر النار في الهشيم وأنه فيروس ينتشر بسرعة خيالية، وهذا ما يمكنني أن أقوله لك بخصوص متحور دلتا.

* مع إقبال البيضاويين على التلقيح بشكل ملحوظ هل ما يزال مستشفى مولاي يوسف يعرف ضغطا كبيرا مقارنة مع الشهور السابقة، وهل سيبقى هناك تهديد على المستوى الوطني من قبل هذا الفيروس مع تلقيح الأطفال والشباب؟

يعد إقبال البيضاويين على التلقيحات، والمجهودات التي قامت بها الدولة من أجل توفير التلقيحات شيء محمود، بحيث كانت لديه نتائج إيجابية، وستكون لديه بطبيعة الحال نتائج على مستوى الحالات الخطيرة، والتي كانت ستعرف نسبا أكبر، فقد جنبنا التلقيح نسبيا الكثير من حالات الوفيات، ومع ذلك فالحالات الآن في تصاعد، ولم نرصد إلى الآن أن هناك تخفيفا في الحالات وإنما الحالات في تصاعد مستمر. ومع تلقيح الأطفال والشباب وتزايد نسب التلقيحات، سوف تنخفض نسب الحالات الخطيرة، كما بينت الدراسات ولكنها ستبقى ما بقي المرض. 

* ما هي أهم النصائح التي يمكنكم تقديمها للمغاربة لدعم التعاون من أجل الوقاية من فيروس كورونا بكل أنواعه وتصحيح بعض المعلومات المغلوطة بشأنه؟

بخصوص النصائح التي يمكن توجيهها للناس، هي تلك النصائح التي يعرفها الناس جميعا، فهناك التباعد، وللأسف فيه تراخ كبير خلال الفترة الأخيرة، ومن جهة أخرى غسل ونظافة الأيادي مسألة مهمة جدا، وبطبيعة الحال وجوب التلقيح وإن كان هناك جدل كبير هل سيحد من انتشار الفيروس أم لا، وهناك بطبيعة الحال دراسات تثبت بالنسبة لعدد من متحورات الفيروس، أن التلقيح لديه فعالية، وبالنسبة لمتحور دلتا لم نعرف لحد الآن، حيث هناك دراسات تقول إن للتلقيح فعالية بالنسبة له وهناك أخرى تقول لا، ولكن يبقى التلقيح وسيلة للحد من انتشار الفيروس لحد الآن، وبطبيعة الحال ووسيلة فعالة لتقليل الحالات الخطيرة وللحد من نسب الوفيات.
وككلمة أخيرة، نقول للناس، بوجوب الانتباه للإشاعات وأخذ الحيطة والحذر، من الناس الذين يدعون العلم وينشرون التغريدات والفيديوهات ويشككون في الجائحة وفي فعالية اللقاح بدون دراية وبدون أدلة ويعيشون في نظرية المؤامرة والعالم الموازي، الشيء الذي يؤثر على الناس وعلى اقتناعهم باتخاذ طرق الوقاية، ويؤثر على إقبالهم على التلقيح، وعلى الكشف المبكر للمرض والعلاج المبكر والتحمل الطبي للمرض.. وهذه مسألة مهمة، بحيث يجب أن نحذر (الضم) وأن نحذر (الفتح) من هذا النوع المدعي للعلم، ومع الأسف هناك بعض الحالات التي يكون لها تكوين علمي، ولكنهم أناس يعيشون في البارانويا وفي عالم موازي للمؤامرة وإلخ ويجب تحذير الناس من هذا الجانب، وبطبيعة الحال فالعلم ليس قرآنا والطب ليس رياضيات، فهناك معطيات جديدة قد نصحح بعض الأشياء التي كنا نعتقد بنجاعتها في السابق، وقد نوصي اليوم بأشياء كنا ننصح بها البارحة، هذا مجهود إنساني، هذه جائحة جديدة، مرض جديد، وباء لم تشهده الإنسانية، منذ مائة عام، وأن آخر جائحة بهذه القوة، هي الحمى الإسبانية قبل العشرينيات، إذن نحن نتعلم ونكتشف كل أسبوع أشياء جديدة ولا داعي للتشكيك ولا للمؤامرات ولا لتضليل الناس.