حياة البدري
عرفت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، موجة عارمة من السخط والغضب والسخرية، بخصوص ما عرفته بعض الكتب المدرسية بإيران من حذف لصور الطفلات والاحتفاظ فقط بالأطفال، وكأنهن مسخ وفتن ونشج سيعمل على تلويث الصور المدرسية وسيمنع من انتشار العلم والتعلم وسيوقف التقدم وسيحكم عليه بالاندحار، واعتبرته ردة حقوقية وتمييز عنصري وكراهية ضد النساء.
و أثار حذف صور الطفلات الصغيرات من قبل السلطات الإيرانية، موجة من الغضب والاستنكار على كل مواقع التواصل الاجتماعي، من فكر ذكوري لا يزال ليومنا هذا، استطاعت فيه النساء تقلد كل المناصب وأبانت على كعبهن العالي في كل المجالات، وحصلن فيه على أعلى الدرجات بالمدراس، وآمنت فيه كل الدول والمجتمعات بالمساواة ودحض عصور الهمجية والجاهلية التي كانت تكرس أفكار اللامساوات والتمييز بين النساء والرجال، من فكر لا يزال يؤمن في قرارة دواخله بالكراهية والتمييز العنصري ضد النساء، ويحن إلى إقبار أدوارهن الضرورية إلى جنب إخوانهن الرجال في دعم أسس بنيان البلدان ومساواتها، ويتمنى من حرمانهن من ابسط الحقوق، وهي حذفهن من التواجد حتى بصور الكتب المدرسية وإن كن طفلات إلى جانب إخوانهن الأطفال.
واعتبر المتداولون بمواقع التواصل الاجتماعي، أن حذف السلطات الإيرانية لصور بنات ظلت على أغلفة عدد من الكتب المدرسية لسنوات، حيث ظهرت النسخة الجديدة من كتاب الرياضيات للصف الثالث الابتدائي، مثلا، دون صور بنات يرتدين الزي المدرسي، واقتصرت على الذكور فقط، دليل «كراهية النساء والتمييز العنصري ضدهن»، وحسب «RT»بررت وزارة التعليم الإيرانية في بيان لها يوم (السبت)أنه «تم الحذف بعد توصية مختصين فنيين أكدوا أن الصورة تبدو فوضوية فتم حذف الفتيات منها»! وبدوره قال نسيم بهاري رسام صورة الكتاب في تعليق ساخر: «أزالت السلطات البنات من الرسم لأنها تعتقد أنهن يركضن ليعانقن الشبان!».