حاورتها: حياة البدري
1- كيف يمكنكم تعريف مرحلة المراهقة؟
المراهقة هي مرحلة ديناميكية تتميز بتغيرات جسدية ونفسية وعاطفية استعدادا للدخول في مرحلة جديدة: مرحلة الرشد، وتختلف عن البلوغ الذي يمثل تغيرات جسدية تدل على أن الشخص أصبح قادرا على النسل، إذ البلوغ هو مرحلة ضمن مراحل المراهقة، وهناك من يعتبر البلوغ كبداية مرحلة المراهقة، فالمراهقة تبدأ عند الإناث خلال حوالي الحادية عشرة سنة، أما الذكور فهي تبدأ عندهم حوالي 12-13 سنة، وكل مراهق يعيش هذه الفترة بطريقته الخاصة، ويمكن أن يواجه صعوبات متكررة، وغالبا لا تستدعي القلق، لكن يمكن أن تكون أحيانا شديدة ودائمة.
2- ما هي أهم التغيرات النفسية المتعلقة بهذه المرحلة؟
المراهقة هي مرحلة التغيرات، حيث أحيانا يصعب التمييز بين الأعراض المرتبطة بهذه التغيرات والأعراض المرضية، إذ هناك بعض الاضطرابات التي يمكن اعتبارها طبيعية وليست مرضية، إذا كانت شدتها أو مدتها لا تسبب الكثير من التداعيات أو المعانات، مثل: الانفعالية، نوبات الغضب، كثرة المطالب، المزاجية، الشعور بالنقص مع الإحساس بحزن عابر، انتقاد أفكار وطريقة تعامل الكبار (الآباء، الأساتذة...).
3- ما هي أهم المشاكل والأمراض النفسية التي يمكن أن تلحق بالفرد خلال هذه المرحلة؟
يمكن تقريبا لجميع الأمراض النفسية أن تبدأ في فترة المراهقة (الفصام، اضطرابات المزاج، اضطرابات في السلوك، الإدمان...)، لكن هذه الاضطرابات تتسم بالصعوبة في التشخيص خلال هاته الفترة نظرا للتحولات الجسدية والنفسية والسلوكية، التي تواكب المراهق خلال هذه الفترة.
4- كيف يمكن للآباء التوصل إلى كون أبنائهم يعانون من بعض الأمراض النفسية خلال هذه المرحلة؟
هناك أعراض وسلوكات توحي بمعاناة نفسية بليغة لدى المراهق ولا يجب التعامل معها بتهاون أو اعتبارها عابرة وعادية مثال ذلك: الانعزال الاجتماعي، السلوك الطفولي وغير الناضج، الرهاب وظهور سلوك وسواسي، أفكار أو محاولات انتحارية، الهدر المدرسي، ظهور سلوكات خطيرة مثل العلاقة الجنسية غير المحمية، إدمان على المخدرات، واضطراب في السلوك، كالسلوك العنيف والعدواني إزاء الآخر (تهديدات، ابتزاز، اعتداءات).
5- ماهي أولى الخطوات التي يجب على الآباء اتباعها في حالة اكتشاف معاناة أبنائهم من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب ؟
عند ظهور أعراض أو سلوكات غير اعتيادية مثل الانعزال الاجتماعي، السلوك الطفولي وغير الناضج، الرهاب وظهور سلوك وسواسي، أفكار أو محاولات انتحارية، الهدر المدرسي وغيرها من الأعراض التي سبق ذكرها، يجب على الآباء استشارة طبيب نفسي مختص قصد التشخيص المبكر وعلاج هذه الاضطرابات.
تجدر الإشارة هنا أن الاكتئاب عند المراهق، والذي يمثل مشكل نفسي جد متداول، وأعراضه هي نفس أعراض الاكتئاب عند الراشد، إلا أن أعراض الاكتئاب لدى المراهق، غالبا ما تكون مصاحبة للاضطراب في النوم، التوتر واضطرابات قلقية، كثرة الحركة، والعصبية أو العنف. ففي هذه الحالة، يجب على الآباء طلب المساعدة من الطبيب النفسي قصد بدء العلاج مبكرا، تفاديا لظهور أفكار أو محاولات انتحارية.
6- ماهي أهم الأخطار التي يمكن أن تلحق بالطفل المراهق في حالة عدم مرور هذه المرحلة بسلام وبدون تفهم الآباء للأجواء التي يتواجدون فيها؟
إذا لم يكن هناك تفهم ومواكبة من طرف الآباء لابنهم المراهق، فقد ينتج عنه عدة نتائج سلبية لعل من أهمها اضطراب في العلاقة بين الأبوين والابن، ظهور سلوكات عنيفة، تراجع في المردود المدرسي، والإدمان وغيرها من السلوكيات.
7- ما هي أهم النصائح وطرق العلاج، التي تقترحونها لخروج المراهق من هذه المرحلة بشكل متوازن، وبدون اضطرابات وأمراض نفسية؟
للآباء دور محوري في مرحلة مراهقة أبنائهم، وبتوفيرهم للاستقرار، فهم يلعبون دورا هاما في المساعدة على بناء هوية وشخصية المراهق، فالحياة الأسرية ليست بالسهلة خلال هذه المرحلة، فغالبا ما يكون هناك نقاط خلاف بين المراهق والآباء، وكمثال على ذلك: مشاكل مدرسية، الأصدقاء، مستلزمات مادية للمراهق وغيرها. ومن ثمة فما يجب معرفته هو أن المراهقة، هي مجرد فترة في حياة الطفل المراهق، حيث يطالب أكثر بالاستقلالية من جميع جوانبها، والانفصال عن نمط الحياة الأسرية الاعتيادي، ولكنه في نفس الوقت ينتظر وجود ودعم من الآباء، فالمراهق لا يزال بحاجة ماسة إلى الحب والدفء الأسري ودعم نفسي ومعنوي من والديه، حتى ولو كان يظهر لهم العكس.
ومن بين أهم النصائح التي يمكن أن نقدمها للآباء خلال هذه المرحلة: البحث عن حل للمشاكل الشخصية عن طريق التواصل والحوار، الاهتمام ومرافقة أبنائهم في جل نشاطاتهم والالتزام معهم بصفة إيجابية، تشجيع ومكافأة أبنائهم عن تصرفاتهم الإيجابية، الانضباط ووضع القواعد لتحديد السلوك والتصرفات غير المرغوب فيها، مراقبة سلوك المراهق من خلال الاهتمام بأنشطته، ومعرفة أصدقائه.
