حياة البدري
"لا تسامح مع العنف ضد النساء والفتيات"، شعار الحملة المتنقلة التي أطلقها اتحاد العمل النسائي ضد العنف المضاعف خلال الجائحة في حق النساء، ابتداء من 15 نونبر، ولمدة أسبوعين، موازاة مع الأيام الدولية لمناهضة العنف، حيث ابتدأت انطلاقتها من مدينة طنجة فالرباط ثم الدارالبيضاء ومدينة أكادير، وذلك من أجل رفع الوعي والتحفيز والتحسيس بظاهرة العنف الخطيرة التي تفاقمت مع انتشار كوفيد 19 وأثاره السلبية على النساء بشكل مضاعف.
وتركز الحملة التي أطلقها اتحاد العمل النسائي، والتي تستمد شعاراتها من حجم معاناة النساء بالمغرب من العنف والتمييز والفقر والتهميش والإشكاليات القانونية التي يجب مراجعتها ، من وسم "شنو هي قتك" الذي يدعو النساء إلى مشاركة قصصهن في موقع خصص لهذا الغرض، على مجموعة من العناوين أبرزها، أن واحدا في المائة من النساء فقط من يملكن أراضي فلاحية، وسعبة في المائة من النساء المغربيات من يملكن عقارا بالمدن، وأن القضاء يوافق على أكثر من 80 في المائة من طلبات الإذن بتزويج الطفلات القاصرات، وعلى أن النساء تحرم من الولاية القانونية على أطفالهن، وتقتصرعلى الآباء فقط.
ويهدف اتحاد العمل النسائي، من خلال برنامج حملته المتنقلة، إلى القضاء على العنف ضد النساء والفتيات، من خلال تعزيز بيئة اجتماعية لا تتسامح مع العنف ضد النساء، والعمل على جعله أولوية أساسية في السياسات العمومية، والسعي نحو زيادة الوعي العام بالحقوق الإنسانية للنساء ومناهضة العنف ضدهن واعتباره مشكلة اجتماعية، والدعوة لإصلاحات قانونية ومراجعة التشريعات التمييزية القائمة، لمناهضة العنف وعدم إفلات الجناة من العقاب، بمحاسبة الجناة بدل إلقاء اللوم على الضحايا.
ويعمل اتحاد العمل النسائي، من خلال برنامج حملته المتنقلة، والذي يشمل أنشطة متنوعة مع مجموعة من الجهات الفاعلة الوطنية والمحلية من صناع القرار، المستجيبين الأولين، نساء ورجال التعليم والتلميذات والتلاميذ، الوزارات ذات الصلة وجمعيات المجتمع المدني، وكافة أطياف المجتمع بنسائه ورجاله قصد مناهضة الظاهرة وتبني شريعات شاملة تجرم كل أنواع العنف ضد النساء والفتيات وضمان حمايتهن وعدم إفلات الجناة من العقاب، مستحضرا التحديات الإقليمية المشتركة كالتمييز القانوني والقوالب النمطية والتسامح الاجتماعي مع الجناة وإفلاتهم من العقاب واللوم الذي يقع على كل الضحايا بدل الجناة، وكذا وضع آليات الحماية والرعاية للنساء ضحايا العنف، والحرص على طرح الأولويات الخاصة بالسياقات الوطنية المختلفة.
وجدير بالذكر، أن هذه الحملة المتنقلة التي يطلقها اتحاد العمل النسائي، هي استمرار للحملة الإعلامية الإقليمية التي انطلقت ابتداء من 20 غشت 2019 ، في إطار برنامج مكافحة العنف ضد النساء بجنوب البحر الأبيض المتوسط، بدعم من الاتحاد الأوروبي وبشراكة مع المبادرة النسوية الأورومتوسطية، وتنخرط فيه جمعيات نسائية من دول جنوب البحر الأبيض المتوسط وهي المغرب، الأردن، لبنان، الجزائر، تونس، مصر وفلسطين بهدف القضاء على جميع أشكال العنف والفتيات.