يجمع أهل الاختصاص على أن الكدمات الزرقاء في الجسم، هي عبارة عن نزيف يحدث تحت الجلد، حيث تنفجر الشعيرات الدموية القريبة من سطح الجلد، مما يؤدي إلى تسرب كمية من الدم إلى هذه الأنسجة الموجودة تحت الجلد، فيظهر هذا الدم المحصور أو المحتبس على شكل بقع سوداء أو زرقاء، وقد تكون أحيانا نقطا دقيقة حمراء، ويقوم الجسم بامتصاص النزيف، فيستغرق ذلك ابتداء من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع
إعداد: حياة البدري
يستيقظ بعض الأشخاص، وغالبا ما يجدون بعض الكدمات المفاجئة على أجسامهم، فيحاولون تفسير سببها، ويسعون إلى تذكر مدى اصطدامهم ببعض الأشياء، ولا يجدون أن جسمهم قد ارتطم ببعض الأشياء، مما يجعلهم في حيرة من أمرهم، الشيء الذي يدفع بعضهم إلى التفسير الغيبي، ويعتبرون هذه الكدمات الزرقاء نتيجة «اقريص المسلمين»، في حين يعود الأمر إلى أسباب صحية علمية محضة وعوامل نفسية ووراثية وعضوية تدل على أمراض أخطر، يجب البحث فيها والتأكد من عدم الإصابة بها.
أنواع الكدمات
هي عبارة عن تورم دموي ناتج عن خروج الدم من الشعيرات الدموية إلى الأنسجة تحت الجلد، وتظهر بألوان مختلفة بسبب احتباس الدم فيها لفترة زمنية معينة، وهي لا تكون خطيرة إلا في حالة وجود صديد وحمى في منطقة الكدمة، وتوجد ثلاثة أنواع من الكدمات تصنف على أساس موقعها في الجسم، حيث تكون إما كدمات تحت الجلد فقط أو تحت البشرة، أو كدمات في العضل أو في العضلات الكامنة، أو تكون كدمات سمحاقية على العظام.
أعراض وعلامات
تختلف أعراض الكدمات حسب السبب، وغالبا ما يكون تلون الجلد أول علامة، بالإضافة إلى الأسود والأزرق، فيمكن أن تكون الكدمات أيضا حمراء وخضراء ومصفرة وتميل أحيانا إلى اللونين البني والبنفسجي، ومن الممكن أيضا الشعور بألم عند الإصابة بها.
أسباب وجيهة
يرجع المختصون ظهور الكدمات الزرقاء على الجسم إلى العديد من الأسباب، أبرزها التقدم في السن، مما ينتج عنه نقص مادة الكولاجين في الجسم، وبالتالي زيادة رقة الطبقة الخارجية من الجلد، فتكون غير قادرة على حماية الأوعية الدموية. هذه الأوعية الدموية التي تصبح بدورها أكثر رقة، لأن النسيج الذي يساعد على دعمها يضعف، تناول بعض الأنواع من الأدوية مثل مادة الأسبرين، واستخدام العلاج الذي يحتوي على مادة «الكورتيزون» مما يعمل على ترقق الجلد، الإصابة بأمراض الأوردة مثل الدوالي، ومرض نقص الصفائح الدموية أو اضطراب وظائفها عندما تكون أعدادها طبيعية، وأمراض الدم واضطرابات التخثر، وأمراض الكبد ومشاكل في جدران الأوعية الدموية.
الضرب والصدمات النفسية
يتسبب التعرض للصدمات النفسية، وزيادة التعرض للتوتر والضغوطات المتنوعة، أو ارتفاع ضغط الدم العرضي لأسباب عادية، والتعرض للضرب سواء بقصد أو من غير قصد، في ظهور الكدمات، حيث إن الاصطدام بأي جسم صلب، قد يسبب ظهور الكدمات، أو التواء المفاصل أو الكسور.
عوامل وراثية ونقص للفيتامينات
يزيد من عوامل الإصابة بالكدمات الزرقاء عوامل أخرى، تعتبر في غاية الأهمية، كالعوامل الوراثية، التي تزيد من ظهور الكدمات على الجلد، التعرض المفرط لأشعة الشمس، حيث تؤدي الأشعة الضارة إلى شيخوخة الجلد وترققه، تناول بعض المكملات الغذائية (مثل زيت السمك، فيتامين هـ، الزنجبيل، والثوم)، وذلك عند ما يتم تناولها مع أدوية مسيلة للدم، وتناول الأدوية التي تسبب تميع الدم، مثل الأسبرين، أو الوارفارين (الكومادين)، والستيرويدات، وأيضا نقص في بعض الأنواع من الفيتامينات في الجسم مثل فيتامين سي.
الإصابة ببعض الحالات المرضية
يرجع المختصون الإصابة بالكدمات الجسدية، بالإضافة إلى ما تم ذكره، إلى نقص في عدد الصفائح الدموية، حيث يعاني المصاب في هذه الحالة من نزيف شديد مطول، أو ظهور علامات زرقاء على جسمه فحسب، أو نزيف من الأنف أو اللثة، أو نزول الدم مع البول والبراز.
سرطان الدم: في هذه الحالة يعاني المصاب بسرطان الدم من ضعف عام وتعب وتعرق، وفقدان في الوزن، بالإضافة إلى ظهور الكدمات الزرقاء على جسمه، وسهولة تعرضه للنزيف.
مرض فون ويلبراند: وهو أحد اضطرابات النزيف الذي يحدث بسبب نقص عامل «فون ويلبراند»، مما يؤثر في وظيفة صفائح الدم، وبالتالي تظهر الكدمات، ويحدث النزيف بسهولة عند المصاب بهذا الاضطراب.
مرض الهيموفيليا: وهو مرض وراثي يؤدي إلى نقص عوامل التخثر مما يؤثر في عملية تخثر الدم، والذي يسبب النزيف المطول خاصة بعد العمليات الجراحية، بالإضافة إلى حدوث نزيف بشكل تلقائي، وظهور كدمات متعددة على الجسم.
علاج الكدمات
يمكن علاج الكدمات في المنزل، حيث يكمن الهدف الرئيسي من محاولة علاج الكدمات، في خفض سرعة سريان الدم بواسطة التبريد والضغط الخفيف، والعمل على رفع العضو المصاب وإسناده في الوضع الأكثرراحة، ثم وضع الكمادات الباردة على المنطقة المصابة لمدة نصف ساعة والاستمرار بذلك لمدة يومين، قصد تخفيف النزيف والحد من التورم، ثم وضع كمادة دافئة، وبشكل أوضح، يمكن التخلص من الكدمات سريعا، باستعمال عدة طرق، يكمن أبرزها في:
الثلج: حيث يمكن وضع أكياس الثلج أو الخضر المثلجة على مكان الألم مباشرة، حيث يقلل الثلج تدفق الدم للمنطقة المصابة، إذ يساعد عامل البرودة الأوعية الدموية على الحد من كمية الدم المتسربة إلى الأنسجة المحيطة.
الحرارة: بوضع زجاجة من المياه الساخنة أو لاصقة ساخنة على الكدمة، مما يساعد على تنشيط الدورة الدموية، ويساعد العضلات المتشنجة على الارتخاء.
فيتامين «ك»: حيث يمكن استعمال كريم يحتوي على فيتامين «ك»، فهو يساعد الفيتامين على تخثر الدم، ووقف نزيف الأوعية.
الضغط: من خلال محاولة الضغط بأصابع اليد حول مكان الكدمة، حيث يمنع تسرب الدم من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة.
فيتامين «سي»: فلفيتامين «س» خصائص تمنع الالتهابات كما تساعد على شفاء الجروح سريعا، إذ يجب استعمال كريم أو سيروم يحتوي على الفيتامين سي، والعمل على رفع الجزء المصاب إلى مستوى أعلى عن الجسم، حيث إذا كانت الكدمة في القدم أو الذراع، فيجب رفع جزء الجسم المصاب إلى مستوى أعلى من بقية الجسم، حيث يساعد هذا الوضع على تخفيف الألم، والتعجيل بالشفاء.
وجوب استشارة الطبيب
يجب مراجعة الطبيب المختص أو الطوارئ، في حالة استمرار الكدمة وعدم تغير لونها بعد ثلاثة أسابيع، وفي حال كان وضع الكدمات حرجا، وعدم الاعتماد على الإسعافات الأولية والعلاجات الطبيعية، وذلك عند ظهور عدد كبير من الكدمات على الجسم، أن تكون الكدمات كبيرة الحجم، ظهور الكدمات بشكل سريع وسهل مقارنة مع الماضي، عند ترافق الكدمات مع بعض الأعراض المختلفة مثل الحمى واصفرار الجلد وانخفاض الطاقة، ظهور الكدمات بالتزامن مع تناول بعض أنواع الأدوية، أن تكون الكدمات مؤلمة وعملية شفائها بطيئة.