حاورته: حياة البدري
ما رأيكم في الشباب الذين يزاولون رياضة حمل الأثقال ويقبلون على تناول مسحوق البروتين الذي باتت تجارته تعرف رواجا بارزا في صفوف المراهقين؟
تعد مرحلة المراهقة مهمة في حياة الفرد، حيث يبدأ الانتقال من مرحلة الطفولة إلى الرجولة أو الأنوثة ليصل بذلك إلى النضج واكتمال النمو، لذلك يلجأ العديد منهم إلى ممارسة بعض أنواع الرياضات، خاصة رياضة حمل الأثقال والتي تزيد من حجم العضلات وقوتها، وتقلل من نسبة الدهون في الجسم عند ممارستها بانتظام، وتخفض من خطر الإصابة بأمراض القلب وتحسن من صحته وغيرها من المنافع، وبمقابل هذا يلجأ الشباب إلى تناول مسحوق البروتين كمكملات غذائية بهدف بناء هذه العضلات بشكل سريع، غير أنها قد تكون خطيرة وتسبب له مشاكل على المدى الطويل، على الرغم من أن جميع هذه البروتينات غير ضارة، ومن شأنها أن تساعد حقا إذا ما أخذت حسب توصيات مختصي التغذية.
هل هناك من مخاطر بخصوص البروتين الذي يباع في المحلات التجارية؟
يجب على من يريد البدء في استعمال هذه البروتينات أن يقوم أولا باستشارة الطبيب لتقييم حالته الصحية، ثم بعد ذلك استشارة اختصاصي تغذية معتمد من أجل معرفة احتياجاته اليومية من هذه المادة، والنظر أيضا في سجلاته الصحية لاقتراح نوع المسحوق المناسب له، فتناول جرعة زائدة منه قد يضع عبئا إضافيا على الكلى، مما قد يؤدي إلى إصابته بشكل كلي، كما يجب عليه أن يولي اهتماما بأماكن بيعها وظروف حفظها في هذه الأماكن، وقراءة محتويات المسحوق بدقة قبل شرائه.
ما هي الأغذية التي يجب على المراهقين اتباعها لبناء الجسم؟
من أجل بناء الجسم الذي يطمح إليه أغلب الشباب، من أذرع وعضلات البطن وغيرها، يجب عليهم أن يجعلوا كل قضمة من الطعام التي تدخل أفواههم، ذات قيمة ومنفعة، أي بناء نظام غذائي غني، الشيء الذي يجب معه معرفة من أين سيبدؤون؟ وما هي الأطعمة التي يجب إدخالها في برنامجهم الغذائي؟ حيث يجب أن تقدم اللحوم، من أسماك ودجاج ولحم البقر والبيض، مجموعة خاصة من البروتينات والفيتامينات كالحديد والزنك والفوسفور لتحسين الدورة الدموية، بالإضافة إلى البطاطس والأرز والقطاني، التي تزودنا بجرعة كبيرة من فيتامينات C وE، حيث إنها تعتبر واحدة من أفضل الأطعمة لاستعادة العضلات بعد التمرين الشاق، وحتى لو كان أغلب الرياضيين يقللون من تناول هذه الكربوهيدرات، فلابد أن يجدوا لها مكانا في نظامهم الغذائي، إذ إنها تجعلهم يشعرون بالشبع لفترة أطول، وتوفر أطول إمداد ممكن من الطاقة، كما لا يجب أن ننسى الدور المهم الذي يلعبه شرب الماء، فهو يطرد السموم من نظامك، وينظم درجة حرارة الجسم، ويزود الجسم بمجموعة كبيرة من المعادن المهمة.
ما هي في نظركم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن تناول البروتين وغيره من المواد التي بات الشباب والمراهقون يقبلون عليها بشكل كبير قصد إبراز عضلاتهم بسرعة قياسية؟
في الغالب، يعتبر مسحوق البروتين غير ضروري للرياضيين الشباب، حيث تشير الدراسات إلى أن استهلاك المزيد من البروتين لن يؤدي إلى زيادة القوة أو كتلة العضلات، والسبب في ذلك هو أنهم يحتاجون إلى هرمون مثل (التستوستيرون) والتدريب البدني من أجل زيادة هذه العضلات، وبالتالي فكمية البروتين التي يأخذونها لا علاقة لها بدون نظام غذائي متكامل، وبذلك قد يسبب الاستهلاك الكثير من البروتين عدة مشاكل، لعدم تمكن أجسامنا من تخزين المزيد من البروتين قصد استخدامه لاحقا، حيث يتعين على الجسم إنفاق قدر كبير من الطاقة والماء لمعالجته، وهما مصدران مهمان للرياضيين، وفي النهاية، سيتم تحويل البروتين الإضافي إلى دهون، وقد يسبب الغثيان وفقدان الشهية والإسهال، ويمكن أيضا أن يجهد الكبد والكلى.
