mercredi 24 juillet 2019

التهاب الكبد وباء صامت يقتل 15 مغربي ومغربية في اليوم


حياة البدري    
 
نظمت جمعية محاربة السيدا، بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، يوم 23  يوليوز بمدينة الدار البيضاء  ندوة صحفية تحت شعار "جميعا من أجل إطلاق المخطط الاستراتيجي الوطني للقضاء على لالتهابات الكبدية" تم التطرق خلالها لخطورة المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه وعلاجه الذي يتطلب حسب الجمعية دمج نقطة تمويل ودعم المخطط الوطني للقضاء على الالتهابات الكبدية كأولوية في البرامج الانتخابية وأخذ مسألة تمويلها بعين الاعتبار في القانون المالي لسنة 2020 .

وأبرزت جمعية محاربة السيدا خلال ندوتها الصحفية، عبر تدخلاتها والفيديوهات التي عرضتها ، مدى خطورة داء الالتهاب الكبدي "س" باعتباره وباء صامت ومشكل للصحة العمومية عبر العالم، الذي قدرت منظمة الصحة العالمية سنة 2017، أن ما يناهز71 مليون شخص مصاب بداء الالتهاب الكبدي الفيروسي المزمن، و حالة الوفاة السنوية الناتجة عن الإصابة به، تقدر ب 399000 .

 وركزت جمعية محاربة السيدا، كاشفة أن الوضعية الوبائية بالمغرب جد مقلقة، حيث يتوفى 15 شخصا في اليوم  وأن  5000  مغربي يموتون بهذا الوباء سنويا، وأن 400000 مغربي ومغربية مصابون بفيروس الالتهاب الكبدي  "س"، وتم تسجيل 16 إصابة جديدة، وأن أغلب المصابين يجهلون إصابتهم بهدا الفيروس إلى أن تتطور حالتهم الصحية إلى مضاعفات خطيرة كالتشمع الكبدي أو سرطان الكبد 

وأبدت جمعية محاربة السيدا تخوفها من المواجهة الضعيفة لهذا الوباء، خصوصا وأن صيرورة القضاء على الالتهاب الكبدي" س" قد ابتدأت منذ 2015، حيث رخص المغرب لصناعة وتسويق تركيبة دوائية لعلاج الالتهاب الكبدي"س" في لائحة الأدوية التي تغطيها تأمينات الصحة لأجراء القطاع العام والخاص، وإطلاق دراسة وطنية لتحديد عدد الإصابات بالالتهابات الكبدية سنة 2019 ، وبلورة مخطط استراتيجي وطني لمحاربة الالتهابات الكبدية سنة 2016 للفترة الممتدة مابين 2017  و 2021 ولكن لم يتم إطلاقه رسميا لحد الآن.

وأوصى المتدخلون بالندوة التي نظمتها جمعية السيدا بالإعلان المستعجل عن طلب العروض لشراء الأدوية الجديدة( مضادات الفيروسات ذات الفعالية المباشرة، الإطلاق المستعجل للبرنامج الاستراتيجي لمحاربة الالتهابات الكبدية، خفض الأدوية الجنيسة، التكفل بالتشخيص والعلاج من قبل الراميد وتعميمه لكل الفئات الهشة، وأن علاج هذا الداء يشكل أولوية تؤثر إيجابا على دولتنا.

وأبرز كل من البروفيسور صدقي وطه ابراهيم أن من بين أهم طرق الوقاية من الالتهابات الكبدية، تكمن في الوقاية و التشخيص المبكر الذي يلعب دورا مهما في إنقاذ الكثير من الأرواح، والتوعية والتحسيس بمخاطر العدوى بهذا الداء الصامت الذي ينتقل عن طريق نقل الدم ، الاتصال الجنسي غير المحمي، عن الأم لطفلها، شفرات الحلاقة، فرش الأسنان والأدوات غير المعقمة المستخدمة عند طبيب الأسنان والنصح.

وخلصت جمعية السيدا في ندوتها الصحفية، مبرزة أن الولوج إلى العلاج سيمكن من إنقاذ حياة 71000  مغربي وتفادي إصابة 140000  شخص بحلول سنة 2050، وسيجنب إصابة 37375  مغربي بسرطان الكبد و29814 بتشمع الكبد، وأن العلاج سيمكن من توفير20 في المائة من التكلفة الإجمالية  للتكفل الطبي ومن تخفيف الضغط على ميزانية الدولة ومد خول المواطنين، بتجنب  أداء التكلفة المرتبطة بهذا الداء  ومضاعفاته المقدرة ب 40  في المائة و50 في المائة من المنتوج الوطني الخام.