dimanche 17 mai 2020


الجبهة الوطنية لمناهضة والتطرف والإرهاب تدعو إلى:

 تشجيع التوجهات العقلانية والعلمية والحد من استعمال الدين لأهداف سياسية

حياة البدري

تجدد الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، بمناسبة الذكرى 17 للعمليات الانتحارية الإرهابية التي روعت المغاربة عامة و سكان مدينة الدارالبيضاء خاصة، ليلة 16 ماي 2003 التي خلفت وراءها العديد من المعطوبين والقتلى، مطلبها المركزي الداعي إلى الحد من استعمال الدين لأهداف سياسية، والمراجعة الشاملة للتوجهات الرسمية التعليمية والثقافية و الإعلامية و الدينية، ونبذ العقلية التكفيرية و إشاعة ثقافة التسامح الديني، ونشر ثقافة حقوق الإنسان و تشجيع التوجهات العقلانية والعلمية، وتطالب بإصدار قانون يجرم التكفير.

وترى الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب مقتنعة، أن الطريق للقضاء على التطرف والإرهاب يمر عبر جعل حد لاستعمال الدين لأهداف سياسية، ومن خلال المراجعة الشاملة للتوجهات الرسمية التعليمية والثقافية و الإعلامية و الدينية في اتجاه نبذ العقلية التكفيرية و إشاعة ثقافة التسامح الديني، و تشجيع التوجهات العقلانية و العلمية، و نشر ثقافة حقوق الإنسان على مستوى كافة أطوار التعليم و أجهزة الدولة، و في كل قنوات الحياة الاجتماعية، معتبرة أن أي مهادنة أو صمت هوبمثابة تواطؤ أو تزكية ضمنية  وهي مرفوضة إلى حد الإدانة، وتطالب بشكل استعجالي بإصدار قانون يجرم التكفير،اعتبار الإفتاء بالتكفير كنوع من المشاركة في العمل الإرهابي وتفعيل المطالبة القضائية  بحل كل المنظمات والجمعيات الدينية المتطرفة التي تؤسس لخطاب التكفير والكراهية.

وتدين الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، وهي تحيي ذكرى 16 ماي الأليمة كل أعمال التطرف والكراهية، مبرزة تنامي خطاب الكراهية والضغينة منذ ترأس احد تيارات الإسلام السياسي الأغلبية الحكومية، ضد كل من يخالف هذا التيار الرأي، وذلك من خلال ما أسمته  بحملات الشيطنة والتحقير والوصم التي  يتزعمها أعضاء قياديون في حركات وهيئات الإسلام السياسي، والتي تنضوي أو تساند حركات، تنظروتدعم الإرهاب مثل ما يسمى "برابطة علماء المسلمين "، حيث لا تزال تيارات الإسلام السياسي هذه تستعمل الدين والشعائر مرجعية ووسائل  في الصراع  السياسي والثقافي  رغما عن الدستور ومؤسساته والتشريع ذي الصلة.

وتستدل الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، على استمرار الدين والشعائر مرجعية ووسائل في الصراع  السياسي والثقافي، من خلال  مجموعة من الحملات التحقيرية والشيطانية، أبرزها حملة شيطنة المؤسسات الدستورية بما فيها المؤسسة الملكية، وذلك من خلال الدعوة إلى رفض الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لوقف جائحة كوفيد 19 ، كدعوة بعضهم إلى كسر هذه الإجراءات في بعض المدن، ونشر أن استعمال كمامة الوقاية حرام، واعتبار زعيم احد تيارات الإسلام السياسي "جماعة العدل و الاحسان" في تصريح له أن (كورونا جند من جنود الله).

 وتبرز الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، وهي تستحضر ذكرى 16 ماي، التي خلفت 33 قتيلا و العديد من الجرحى و المعطوبين بالمغرب  بصفوف مواطنين أبرياء، مغاربة و أجانب، بالإضافة إلى مقتل 12 انتحاريا حولهم التطرف الديني إلى قنابل بشرية هدفها التدمير الأعمى للحياة و السلامة البدنية للإنسان و للمنشآت، أنه يجب العمل على تهيئة مناخ سلمي وأخلاقي، يسمح بمنافسة واضحة وشفافة بين الخيارات والبرامج المختلفة من دون أي تهديد للسلم المجتمعي  أو لمسيرة المسار الديمقراطي، والنظر إلى كون الإرهاب والتطرف يشكل تهديدا حقيقيا، لكل المجهودات الوطنية  المبذولة حتى الآن للمحافظة على الاستقرار بما فيها خطة الأمن الاستباقية للأجهزة الأمنية الوطنية في مجال تفكيك الخلايا الإرهابية.

وتذكر الجبهة بالمذكرة التي رفعتها إلى لجنة إعداد المشروع التنموي الجديد للمملكة،  مقترحة ضمن مضامينها أن على كل من يرغب في الانخراط في بلورة وإعمال هذا النموذج أن يلتزم بميثاق شرف واضح حول مناهضة التطرف والإرهاب، والذي يبدأ من الالتزام بالعمل على سن تعليم عقلاني ديمقراطي حداثي جيد شامل، في كل بقعة في المغرب خال من التطرف والميز الديني والمغالطات الدينية، ومن كل ما يتناقض ويختلف مع مبادئ حقوق الإنسان خاصة المساواة والسلم والعيش المشترك، وذلك بهدف التغلب على الإرهاب من جذوره وخلق جيل عقلاني من جهة، وجيل متمكن من وسائل العلم والمعرفة التي تدخله مباشرة إلى سوق العمل وإنتاج الثروة والابتعاد عن الفقر والتهميش من جهة أخرى.

وتضيف الجبهة موضحة، أن الالتزام بميثاق شرف واضح حول مناهضة التطرف والإرهاب، سيعمل على تعاون المواطنين،وسيسهل المأمورية للمقاربات الأمنية ذات الطابع العسكري والمخابراتي الضرورية كذلك لمناهضة التطرف والإرهاب، . وكما طالبنا  في عدة ملتقيات  وبيانات  فإننا نلح من جديد  على أن يتم التأكيد في ميثاق الشرف على  عدم التساهل فيما يخص  تلغيم  المنظومة التربوية  بأية مجاملة  لأية مبادرة  تروم  تسييد العنف والتطرف  العقائدي  والتعصب  الفكري  مناهض  لكل اعتدال وانفتاح واحترام لمبادئ حقوق الإنسان الكونية.

وتدين الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، العمليات الإرهابية ليوم 16 ماي 2003، مجددة تضامنها مع عائلات الضحايا المتوفين و مع الضحايا الأحياء الذين يجب أن يحظوا جميعا بمواساة وعناية المجتمع و الدولة، ومجددة إدانتها لكل العمليات الإرهابية سواء ببلادنا أو عبر العالم المستهدفة لمدنيين أبرياء و لحقهم في الحياة والسلامة البدنية.