حاورتها حياة البدري
1 كيف يمكنكم تعريف التبرع بالدم ؟
التبرع بالدم عملية مهمة ومفيدة لكل المشتركين فيها، فالشخص المستفيد هو عامة مريض، يحتاج للدم في ظروف خاصة حادة في بعض الأحيان، وفي إطار تعايشه مع أمراض مزمنة تلازمه طوال حياته وتؤثر على محيطه المباشر(أسرة، عمل..) كما يعد التبرع بالدم مفيدا للمتبرع أيضا، لكونه يمنحه رضا نفسي أولا في مساعدة الآخر، وكذلك هناك مزايا صحية عديدة على المدى القريب، وعلى دورة حياته بصفة عامة، عندما تكون هناك استمرارية، وأيضا هناك استفادة مباشرة من تحاليل مهمة.
2 هل التبرع بالدم عملية متاحة للجميع وماهي الكمية والفترة المسموح بها خلالها؟
أحدثت عملية تحاقن الدم مند بداياتها، فرقا كبيرا في منظومة التكفل بصحة المرضى، حيث يمثل التحاقن في العديد الحالات انتفاء لحالات حادة وخطيرة وأيضا كفرصة ثانية في الحياة بما يترتب عنها من تداعيات، حيث يعتبر التبرع بالدم عملية مقننة علميا وتستند إلى دراسات عالمية لها من الأهمية شأنا كبيرا. ويترتب عن هذا تأطير خاص عن طريق الطاقم الطبي والشبه الطبي ثانويا. ومن ثمة، فليس كل من يريد التبرع بالدم، يمكن له ذلك، لأن هناك ضوابط للحفاظ أولا على سلامة الكيس بمحتواه، وعدم المخاطرة بصحة المريض، وثانيا الحفاظ على صحة المتبرع، حيث يجب على المتبرع: أن يتمتع ظاهريا بصحة جيدة ،عدم تناوله لأدوية خاصة ، وجوب وزن محدد، تجنب عادات صحية خاصة، وعدم وجود سوابق جراحية صحية وطبية عموما، ويبقى الطبيب المكلف بعملية تحاقن الدم هو الذي يقرر ظرفيا بقبول أو رفض العملية لسبب أو آخر، وتحدد الكمية المتبرع بها عامة في:/12c 1 وc 13/1 ، من الحجم الكلي، ولا تتعدى 450 مل، حيث يتبرع الرجال كل شهرين في حين تتبرع النساء كل ثلاثة أشهر.
3 ما الفرق بين كل من عملية التبرع بالدم وبين التبرع بالصفائح الدموية؟
عند الحصول على الدم، يؤخذ منه 3 مشتقات: كريات حمراء، صفائح دموية، بلازما، ويستعمل كل واحد لهدف معين، والفرق بين التبرع بالكريات الحمراء(الدم)، والصفائح الدموية، هو أن لكل مشتق دارة أو حلقة خاصة به ومختلفة عن الأخرى، في مصلحتين مختلفتين كذلك، ويرجع ذلك لخصوصيات هذين المكونين، لأن - إذا أردنا التبسيط - فلكل مشتق درجة حرارة التحفيظ خاصة به.
بالنسبة للتبرع توجد هناك إكراهات تحول دون القيام بهذه العملية ، ومن أهمها عملية الوقت التي تأخذه ، مما يمكن أن يعيق المتبرع (عمل، مواعيد)، فالتبرع بالدم يأخذ وقتا قصيرا، في حين التبرع بالصفائح الدموية، فهو يأخذ وقتا أطول مع إلزامية الفحص الأولي والتحاليل المسبقة وبرمجة العملية حسب الظروف.
5 ماهي في نظركم أهم المخاطر التي يمكن أن تنجم عن عملية التبرع بالدم؟
أضحت عملية التبرع بالدم مند بداياتها في القرن الماضي، سالمة ودون أي خطر بالنسبة للمتبرع بالدم، وذلك راجع لتحسين ظروفها وفعالية الطاقم المشرف عليها(أطباء، ممرضين، تقنيين).
6 ألم تتأثر عملية التبرع بالدم مع بداية انتشار فيروس كورونا؟
فيروس كورونا، جائحة أصابت العالم بأسره، وقلبت موازين شتى في عدة مجالات، والإنسانية بصفة عامة تعرف تآزرا بعد الكوارث ، سواء كانت طبيعية أم غيرها، وفي بلادنا لم تستثني هذه الظاهرة، المجتمع المغربي، حيث بعد الموجة الأولى من الخوف والتحفظ - المشروع والمفهوم- تسارع المواطنون بعد نداء إدارة المركز الجهوي للتحاقن بالبيضاء ، للتبرع بدمائهم للتصدي على طريقته لهذه الجائحة، الشيء الذي أدى إلى تحسن ملحوظ في المخزون والذي ساهم بشكل كبير ومهم في إنقاذ أرواح المرضى بشتى المصالح وكذا مرضى كورونا، حيث تمت في ظروف صعبة في ظل الحجر الصحي وتداعياته.
7 ماهي أهم الإجراءات التي اتخذتموها لمجابهة العدوى بفيروس كورونا خلال عملية التبرع بالدم؟
بدون أي استثناء، قامت جميع المؤسسات الاستشافائية ببلادنا بتبني سياسة وزارة الصحة بحذافيرها لمواجهة جائحة كورونا ولا تزال، والمركز الجهوي لتحاقن الدم لم يحدث استثناء، حيث عزز ظروف عمله المعتادة بظروف الوقاية الخاصة بالظرفية، حيث قام بكل الظروف الاحترازية من مسافة مستوفاة، مواد معقمة، توفير الكمامات، توفيرالبدل لجميع العاملين بالمركز من موظفين وطاقم طبي وشبه طبي ، عمال النظافة... وخاصة عملية التعقيم الدورية...
8 هل هناك اختلاف على مستوى عملية التبرع بالدم بين فترة الحجرالصحي وما بعده بخصوص أعداد المتبرعين؟
بعد أن عرفت نسبة التبرع ارتفاعا مهما طيلة أشهرالحجر، كان هناك تراجع ملموس في أعداد المتبرعين بعده، حيث أصبح المركز عاجزا عن تلبية جميع الطلبات وذلك موازاة مع تسارع وتيرة الطلب الشجاع الذي يرجع إلى عودة المؤسسات الاستشفائية (الخاصة أو العامة) إلى برامجها الاعتيادية كما كان الحال عليه قبل مرحلة الحجر، ويزيد من ذلك خصوصية فصل الصيف الذي عامة ما يندر فيه توجه الساكنة إلى المركز قصد التبرع وكذلك تداعيات عيد الأضحى.
9 ماهي الرسالة التي تقدمونها للمغاربة بخصوص التبرع بالدم؟
لا نكل ولا نمل من قول أن التبرع بالدم هو احتياج دائم وقار وله أهمية عالية إن لم نقل حيوية داخل منظومة الصحة، وهو احتياج يومي يعرف تزايدا تراكميا في الآونة الأخيرة ، وطبيعة الدم بنفسه، تجعل التبرع بالدم في جوهر العلاج بالنسبة للمتبرع أولا وللشخص المتبرع له، لأنه مادة خام، لا تصنع ولا يعرف لها نظير، وكل 10 مرضى في المستشفى يتطلبون عملية تحاقن الدم التي تلعب دورا كبيرا في إنقاذ حيواتهم واستمرارها ، حيث تتعدد الأمراض التي تحتاج إلى التحاقن من احتياج حاد(حمل، وضع، حوادث سير...)، احتياج مرحلي(سرطان، مرض عضال) ، أو احتياج مزمن( فشل كلوي، أمراض الدم عند الأطفال) إلخ.. وكل هذه العوامل تدل على مدى أهمية التبرع بالدم وخطورة ندرته، ورسالتنا إلى المغاربة هي دعوتهم إلى مؤازرة مرضانا بطريقة مستديمة، والعمل على ترسيخ ثقافة التبرع لدى أطفالنا وشبابنا، والانخراط في عملية إنقاذ مرضانا كل يوم، وإنقاذ أرواح العديد من إخوانهم المغاربة والمساهمة في عيشهم بشكل طبيعي.