lundi 26 novembre 2018

د بن يشو: اللائمان وراء ارتفاع نسبة قلق المغاربة



حاورته حياة البدري

1-   ماهو القلق وماهي أعراضه ؟
هو حالة نفسية، تكون بصفة عامة مصاحبة بعدة أعراض، منها أن الإنسان يعيش الخوف واللاأمان، فيكون مخنوق النفس، ويجد صعوبة في التنفس، حيث يمكن أن يتعرض للتوقف في التنفس. وتكون  جميع عضلاته منقبضة الشيء الذي ينجم عنه ألم في العنق والمفاصل، البطن والصدر، وأحيانا أخرى تكون هناك أعراض جسمانية، كمرض القولون واضطراب النوم وقلته، والمزاج المتغير، حيث يكون المرء غير مبسوط وتكون له أعراض اكتئابية ولا يضحك.

 وأعراض القلق درجات، بسيطة ومتوسطة وبشكل كبير. بحسب درجات القلق التي قد تكون عابرة،  كالخوف من الامتحان، أو تكون بشكل يومي، ناتجة عن أزمات يومية مما تشكل القلق الدائم لدى الشخص.
 وكلما كانت هناك عوامل سلبية وهزات وخوف كثير، كلما كان هناك قلق شديد وكثير. وكلما كان المرء لا يحس بالأمان، يكون قلقا، فعندما يكون لديه مشكل أو مرض عضوي أو نفسي، فهذا يخلق لديه القلق.

 2-  لماذا ارتفعت حالة القلق بين المغاربة عما كانت عليه؟ 

فالمغاربة الآن لم يبقوا كما كان الحال لدى أبائهم وأجدادهم، فقد تغيرت الحياة والظروف لديهم، وأصبحت هناك العديد من المتطلبات والعراقيل، وتغيرت الطباع، فقد كان آباؤنا متواضعين ومتخلقين ويتصفون بالطيبوبة والصبر وسعة الصدر والتسامح، ومتدينون بشكل كبير... حيث كان هناك نوع من الأمان و الهدوء والاستقرار النفسي.أما اليوم فقد أصبح الحسد والحقد وعدم التسامح وغيرها من الطباع والسلوكيات السلبية بالإضافة إلى الخوف و اللاأمان... وبالتالي، فكلما كانت هناك ظروف غير ائتمانية، يكون هناك القلق.

 فالقلق لديه علاقة وطيدة مع الظروف، مثله مثل حرارة الجو. والآن، أصبحت نسبة المشاكل التي يعيشها المجتمع مرتفعة وكثيرة ومتعددة. ومن ثمة فكلما ازدادت نسبة المشاكل وارتفعت، كلما كان المرء قلقا وارتفعت نسب القلق لديه.حيث هناك مشاكل ذات طابع داخلي أسري، كتلك التي تكون على شكل صراع مع الزوج أوالزوجة ومع الأبناء أو أخرى خارجية، كالصراع مع المخدرات والبطالة... وغيرها. 

3-   متى يصبح العلاج من القلق ضروريا؟
فمن طبيعة الإنسان أن يقلق، وهناك بعض الحالات التي لا يقلق فيها المرء ولا يهتم ويتعامل بعدم المبالاة، كحالة الانفصام والذهان.ولكن كلما اشتد القلق لدى المرء، تنجم عليه أعراض عضوية دائمة، كالآلام في المفاصل، ومشاكل الهضم، ومرض السكري، الكوليستيرول، السمنة، الغدة الدرقية، الأمراض السرطانية، القولون، جلطة القلب، ارتفاع الضغط والذي قد ينجم عنه جلطة الدماغ وأمراض عضوية أخرى خطيرة، الشيء الذي يتوجب معه ضرورة توجه المريض نحو الطبيب النفسي، ليس من أجل منحه الدواء، وإنما من أجل أن يمنحه بعض الاستراتيجيات التي تمكنه من معرفة السبب الأصلي وراء هذه الأمراض وأصل القلق عنده. حيث هناك من النساء من تكون متزوجة من زوج مريض، فيعمل الطبيب النفسي، في هذه الحالة على منحها استراتيجة تتعامل بها، حتى لا يؤثرعليها هذا القلق، وينجم عنه مثل هذه الأمراض.

 وهناك من الأشخاص من يكون يعاني من دقات القلب السريعة ومن الحساسية والحكة (الكزيمة) والتعرق، الشيء الذي يولد لديه الخوف الكبير ويجعله يزور العديد من الأطباء ويصرف الكثير من النقود، في حين أصل المرض هو نفسي وليس عضوي. وهناك العديد من الأمراض العضوية التي هي في الأصل نفسية. 

4-   ماهي طرق الوقاية التي تنصح بها المواطن المغربي؟
 عليه أن يعيش حياة فيها الاطمئنان والراحة النفسية، وأن يفعل ما في وسعه كي يعيش بعيدا عن المشاكل والصراعات، وتحقيق المتعة والراحة سواء بالرقص أو الرياضة أو الغناء، والعمل على علاج الأسباب، ومعرفة أصل القلق.