lundi 13 mai 2019

الأمراض التي تصيب الدم



إعداد: حياة البدري
يعد الدم من مكونات جسم الإنسان الأكثر أهمية، فهو الذي يحفزالمرء على القيام بنشاطاته الحيوية، وهو من يتولى مسؤولية نقل الغذاء والأكسجين إلى الخلايا والرجوع بالفيتامينات والفضلات وثاني أكسيد الكربون وطرحها، كما يحافظ الدم على درجة حرارة الجسم، ويمنحه المناعة من خلال إنتاج الأجسام المضادة، ويوازن كمية المياه في الجسم، ويتكون الدم بشكل رئيسي من البلازما وخلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.
يتعرض الدم في جسم الإنسان لاضطرابات قد تكون أسبابها فسيولوجية، كما يصاب الدم بأمراض واختلالات في وظائفه، تتفاوت في شدتها ونوعها، لكنها تؤثرعلى حياة الإنسان الصحية ونشاطاته بشكل واضح، ويكون لكل خلل من هذه الاختلالات أعراضا خاصة وأسبابا أدت إلى حدوثه ومن بين أخطر وأكثر الأمراض التي تصيب الدم هناك ضغط الدم وهبوطه ، الملاريا ، التلاسيميا، الهيموفيليا، فقر الدم، سرطان الدم وغيرها من أمراض الدم.
ضغط الدم
ينقسم مرض ضغط الدم إلى نوعين، ارتفاع ضغط الدم، وهبوط ضغط الدم.
إجهاد القلب خلال ضخ الدم وتدفقه
ينتج مرض ضغط الدم، نتيجة ارتفاع الضغط الذي تتعرض له الأوعية الدموية، الشيء الذي يؤدي إلى إجهاد القلب خلال قيامه بعملية ضخ الدم وتدفقه، مما قد يؤدي إلى الإصابة بسكتة دماغية واحتشاء عضلة القلب، وفشل القلب، كما يمكن الإصابة بالشرايين المحيطية أو أمراض الكلى المزمنة. ومن أهم أعراضه: صداع شديد، الدوخة أو الدوار، الرعاف، اضطراب نبضات القلب وتسارعها، طنين الأذن، وترجع أهم العوامل التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم، إلى تقدم السن، الوراثة، زيادة الوزن المفرطة، التدخين، الإكثار من تناول الأملاح، الانفعالات النفسية والعصبية، الإصابة بأمراض مزمنة أخرى كالفشل الكلوي ومرض السكري والكولسترول.
 عدم وصول الدم إلى الدماغ
أما هبوط ضغط الدم، فهو يتسبب في عدم وصول الدم إلى الدماغ بكفاءة، وبالتالي عدم قيامه بوظائفه بشكل سليم، مما يؤدي إلى حرمان باقي أعضاء الجسم من الأكسجين والمواد الغذائية. وتتشابه أعراضه مع أعراض ارتفاع الضغط، إلا أن هناك اختلافا بسيطا، يكمن في أعراض شحوب الوجه، رطوبة الجلد وبرودته، اختلال عملية التنفس وسرعتها، الاكتئاب، العطش، التعب العام.
الملاريا
 ينجم مرض الملاريا بسبب غزو الطفيليات التي تتسبب في هذا إلى كريات الدم الحمراء فتقضي عليها وتدمرها، ويعتبر البعوض المسبب الرئيسي له ووسيلة النقل الأكثر انتشارا، ومن أعراض مرض الملاريا، هناك: الحمى، الغثيان، القيء، صداع شديد، تعرق، يرقان، مرافقة الدم للبراز، آلام في عضلات الجسم كافة، الرعشة والارتجاف، الإغماء، ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتقسم أنواع  مرض الملاريا، إلى نوعين، ملاريا حميدة هي أقل خطورة على حياة الإنسان وأسرع استجابة للعلاج، ثم ملاريا خبيثة وهي أكثر خطورة وتهدد حياة الإنسان بالوفاة.
التلاسيميا
 يعد مرض "التلاسيميا" من الأمراض الوراثية، ويصنف ضمن الأمراض غير المعدية، ويصيب خلايا الدم الحمراء، حيث يولد عددا أقل من خلايا الدم الحمراء عن الحد الطبيعي، كما ينتج الهيموغلوبين بكمية أقل أيضا، ويصاب الإنسان على إثره في فقر الدم، وتقسم إلى نوعين تلاسيميا بيتا، وتلاسيميا ألفا، وليس لهذا المرض أي أعراض تبدو على المصاب به، وإنما يمكن الكشف عن الإصابة من خلال فحوصات الدم.

 الهيموفيليا
يصنف مرض الهيموفيليا، ضمن الأمراض الوراثية، حيث يفقد جسم  الشخص المصاب به، القدرة على التحكم بعملية تخثر الدم والسيطرة عليها، ويقسم إلى ثلاثة أنواع: هيموفيليا A- ويسببه نقص العامل الثامن في تخثر الدم، هيموفيليا B- ويتسبب به نقص العامل التاسع وهو عبارة عن أحد البروتينات الهامة التي تساهم في إحداث عمليّة تخثر الدم، هيموفيليا C- ويصاب به الإنسان نتيجة نقص العامل الحادي عشر، والذي يلعب دورا هاما في عملية تجلط الدم، ويتسبب نقصانه بنزيف دموي حاد. وتظهر أعراضه على النحو التالي: صعوبة التئام الجروح واستمرار النزف لمدة طويلة. ضعف عضلات الجسم وتيبسها، التسبب بالإعاقة الحركية.

 فقر الدم
يصاب الإنسان بمرض فقر الدم، نتيجة نقص الهيموغلوبين وتركيزه في الدم، فيؤدي ذلك إلى عدم توزيع الأكسجين على أجهزة الجسم بشكل طبيعي، وتكمن أعراضه في تشنجات الرجلين، اضطراب التنفس وضيقه، الصداع، الدوخة، قلة النوم واضطرابه، جفاف الشعر والأظافر. وفقرالدم، أربعة أنواع، تتجلى في فقر الدم نتيجة نقص الحديد ويعد الأكثر انتشارا والأسهل علاجا، ويعود السبب الرئيسي في الإصابة به، إلى نقص القدرة على امتصاص الحديد، وإلى أسباب أخرى، وهو يعالج بواسطة الاعتماد على نمط غذائي مدعم بعنصر الحديد، وغناه بفيتامين ج المحفز لعملية امتصاص الحديد، ثم فقر الدم "الوبيل" أو فقر الدم بعوز فيتامين b12، وينتج بسبب نقص إنتاج العامل الذاتي، حيث يتسبب قصور امتصاص فيتامين b12  في هذا المرض، فتتأثر الخلايا وتصبح عاجزة عن أداء وظائفها، وفقر الدم "الانحلالي"، وفيه تتعرض خلايا الدم الحمراء، للانحلال بشكل أكبر من عملية إنتاجها وتصنيعها في الطحال. ثم فقر الدم المنجلي، والذي يصنف ضمن الأمراض الوراثية، حيث يغزو خلايا الدم الحمراء، ويحدث تغييرات جذرية في شكلها، فتتحول من الشكل الكروي إلى الشكل الهلالي، ونتيجة لهذا التغير تعلق خلايا الدم الهلالية مع بعضها البعض، ومن ثم تلتصق بجدران الأوعية الدموية.

 سرطان الدم/ اللوكيميا
 يغزو مرض سرطان الدم الأنسجة المختصة بإنتاج خلايا الدم البيضاء، التي تقي العظم والجهاز الليمفي، فتحدث انقسامات غير طبيعية، وتنتج كميات من كريات الدم البيضاء بشكل كبير، ولا يمكن السيطرة عليه. ومن أهم أعراضهذا المرض، فقدان الشهية، النحافة المفرطة والمفاجئة، تضخم الغدد الليمفاوية والكبد والطحال، سرعة النزف وصعوبة توقفه، تكرار العدوى، التعب العام والإرهاق، ظهور أعراض الحمى، الارتعاش والارتجاف، التعرق الليلي، انتشار بقع الدم الحمراء على الجلد. أما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به فمازالت مجهولة المصدر، إلا أن العامل الوراثي والبيئي يلعب دورا هاما في ذلك. ويقسم سرطان الدم إلى أربعة أنواع(ابيضاض الدم النخاعي الحاد، ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد، ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن (أو ابيضاض اللمفاويات المزمن)، ابيضاض الدم النقوي (النخاعي) المزمن).