jeudi 7 décembre 2017

لقاء تواصلي ضد العنف بين الكونفدرالية بمجلس المستشارين وأهل الفن والثقافة



حياة البدري

نظمت مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين، بمناسبة الأيام الدولية للعنف، بتنسيق مع النقابة الوطنية للثقافة المنضوية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، يوم 30 نونبر 2017، على الساعة 3.30 بمقر مجلس المستشارين، لقاءا تواصليا مع مجموع من الفنانات، بهدف تدارس  ظاهرة العنف بالعمل، و مشروع قانون العنف 103-13. 

اللقاء التواصلي حول ظاهرة العنف بالعمل ومشروع قانو103-13، ضم حضورا غنيا ومتنوعا، شمل أهل الفن والثقافة والإبداع و الإعلام والمجتمع المدني، والقطاع العمالي بالكونفدرالية، وافتتح بكلمة ترحيب، كل من منسقة الفريق بمجلس المستشارين، تريا لحرش، ونائب الكاتبة الوطنية، لنقابة الثقافة المنضوية بالكونفدرالية الديمقراطية للشغل، المخرج محمد البدري، اللذين عملا على توضيح أهمية اللقاء و هدفه الممثل في التعاون والتكتل من أجل شجب كل أنواع العنف التي تمارس بفضاءات العمل و الترافع من أجل تطويقها.

  واستعرضت الأستاذة لطيفة واكريم، عضو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تعريف العنف، انطلاقا من إعلان الأمم المتحدة، بكونه كل عنف عنيف يترتب عنه أذية النساء بدنيا ونفسيا، مضيفة على أنه سلوك مقصود وهو إما لفظي أو نفسي، ومبرزة أهم أسبابه المتمثلة في الفقر والبطالة والهشاشة، قلة الوعي، والتي تجد منطلقاتها في الموروث الثقافي، والعنف الاقتصادي والأسري والأخلاقي والقيمي. 

 وركزت عضوة المجلس الاقتصادي والاجتماعي، لطيفة واكريم على ظاهرة العنف بفضاءات العمل العمومية والخاصة منها، مبرزة أشكال العنف المبني على النوع، والذي يطال المرأة، كالنظرة التبخيسية لقيمتها، والشك في قدراتها، حيث إذا ما وصلت المرأة إلى مركز الريادية والمسؤولية، يتم نعتها بعدة نعوت تمس شرفها، وتقلل من كفاءتها، بالإضافة إلى تلك النظرة التحقيرية والتهميشية، التي تلاقيها المرأة أثناء إخبار رئيسها بكونها حامل، وإن كانت تقوم برسالة جد نبيلة في المجتمع، وغيرها من أنواع العنف.

وأبرزت لطيفة واكريم، أن العنف بالعمل، يكمن في العنف القانوني، والمتجلي في الفراغ القانوني، وعدم وجود قانون يحمي النساء بالعمل، بالإضافة إلى عدم وجود تقارير تخص العنف المبني على النوع بالعمل، اللهم إلا بعض التقارير القليلة للجمعيات، وتقرير منظمة العمل، الذي بين أن نسبة هذا العنف، تكمن في 24 %، بالإضافة إلى معاناة النساء من اللامساواة في العمل، ومن العنف بسبب ظروف العمل و غياب وسائل الوقاية والحماية، الشيء الذي يتولد عليه العديد من الآثار السلبية، كالتمييز وغيرها.

ومن جهة أخرى، عرف اللقاء المنظم من طرف مجموعة الكونفدرالية بمجلس المستشارين، بتنسيق مع النقابة الوطنية للثقافة المنضوية للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، نقاشا حماسيا، وتدخلات مستفيضة، من قبل مجموعة كبيرة من الفنانات والمبدعات وباقي الحضور، تم التطرق خلالها إلى كل أنواع العنف بالعمل، والعمل على تعرية أنواع العنف بكل القطاعات، والمشاكل التي تعاني منها النساء. 


وأبرزت تدخلات مجموعة من الفنانات، على أن مهنة الفن، مهنة العنف بامتياز، حيث أوضحت الفنانات والمبدعات، مجموعة كبيرة من أنواع العنف، التي تطالهن، واعتبرن أن عدم توفر الفنانة على شغل، وحرمانها منه، هو من أخطر أنواع العنف بالعمل، موضحات أن هذا العنف، بسبب المحسوبية، وتشغيل أشخاص لا ينتمون إلى القطاع الفني، أو بسبب التهميش الذي يطال فنانات البلد والاهتمام بفنانات أجنبيات عن البلد في بعض المهرجانات.

وخلص اللقاء إلى ضرورة التعاون والتآزر بين كل القطاعات، سواء العمالية والفنية والثقافية والإعلامية، والمجتمع المدني والسياسية وغيرها، والعمل على التحسيس والتوعية بمخاطر العنف، كل من خلال قطاعه، من أجل تطويق ظاهرة العنف بكل أنواعها، وبجميع الفضاءات، بالعمل و غيرها، من خلال سن قانون يجرم العنف، ويحمي النساء من  كل مخاطر أنواع العنف الأخرى، ومن خلال تكوينات جيدة ودورية، لمفتشي الشغل، وزياراتهم المتكررة لفضاءات العمل المختلفة، ومن خلال عدم السكوت عن العنف، ومجابهته وغيرها من المقترحات.