إعداد: حياة البدري
تحتوي الشوكلاتة الداكنة على مزايا وفوائد عديدة، أبرزها غناها بمادة السرتونين المسؤولة عن تحسين المزاج، الشيء الذي يجعل الشكولاتة من أفضل الأطعمة لمحاربة الاكتئاب خاصة في فصل الشتاء الذي يقل خلاله تعرض الأفراد لأشعة الشمس، الذي ينجم عنه التقليل في مادة السرتونين في الدماغ، ومحاربتها للآثار السلبية للتدخين على شرايين الدم، والحماية من خطر تصلب وضيق الشرايين والعمل على زيادة تدفق الدم فيها، وتخفيف الأعراض المصاحبة لمتلازمة التعب المزمن وغيرها.
تحتوي الشوكولاتة الداكنة ذات الجودة العالية والمحتوى العالي من الكاكاو على العديد من المركبات المتعددة الفينولات والعناصر الغذائية المهمة التي تكسب الجسم الكثير من الفوائد الصحية، وتعد أحد المصادر الغنية بمجموعة واسعة من مضادات الأكسدة القوية، وتعتبر من الأغذية التي تحتوي على مركبات تمتلك نشاطا بيولوجيا ومضادا للأكسدة، مثل متعدد الفينول والكاتيشين، ومن فوائد الشوكولاتة الداكنة، تناولها كجزء من نظام غذائي صحي، وباعتدال لاحتوائها على السكر، والدهون، والسعرات الحرارية، واستهلاك كميات كبيرة منها قد يؤدي إلى زيادة الوزن، وغيرها من الآثار السلبية، كما أنها تحتوي على الكافيين الذي تزيد كمياته كلما كان تركيز الشوكولاتة أعلى.
يمكن لمركبات الفلافونولات المتوفرة في الشوكولاتة السوداء وبودرة الكاكاو، وغيرها من الأطعمة أن تكون مفيدة لوظائف الدماغ، حسبما أشارت إليه إحدى الدراسات التي نشرت بمجلة( Frontiers in Nutrition)، لتميزهذه المركبات بخصائصها المضادة للالتهابات وللأكسدة، كما أن مضادات الأكسدة في الشوكولاتة، تحسن ترددات غاما في الدماغ، حيث ترتبط هذه الترددات بتعزيز العمليات الإدراكية، والذاكرة، حسب ما توصلت إليه الدراسات التي أجراها مستشفى لوما ليندا عام 2018، ناهيك عن ما توصلت إليه دراسات أخرى، أنه بعد تناول الشوكولاتة السوداء بساعتين كانت الذاكرة ووقت الاستجابة أفضل مُقارنة بتناول الشوكولاتة البيضاء، وعلى أن للشوكولاتة السوداء العديد من الفوائد الأخرى المهمة للدماغ، كتقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية.
مفيدة للاكتئاب والباركسون وألزهايمر
وجدت بعض الدراسات، التي نشرت بمجلة (Depression and Anxiety) عام 2019 على أن الأشخاص الذين تناولوا الشوكولاتة السوداء، قد قلت لديهم احتمالية الإصابة بأعراض الاكتئاب بنسبة 70% مقارنة بالذين تناولوا الأنواع الأخرى من الشوكولاتة، كما وجذت بعض الدراسات، أن الشوكولاتة الداكنة من الأطعمة المفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض باركنسون، حيث تعمل على التخفيف من أعراضه، وينصح بتناولها بشكل منتظم، لاحتوائها على كميات معتدلة من الكافيين، وتمتاز بخصائصها المضادة للأكسدة، ويساهم الكافيين في الحفاظ على مستويات هرمون الدوبامين في الدماغ لدى هؤلاء المرضى والذي يتسبب المرض في تقليل مستوياته لديهم، ولكن مع الاعتدال في تناول الشوكولاتة، لأن الإفراط في تناولها قد يُسبب زيادة في أعراض المرض، مثل التشنجات والرعاش، لذلك ينصح بالاكتفاء بتناول قطعة صغيرة منها يوميا، كما تستخدم مستخلصات الكاكاو والشوكولاتة كمصادر طبيعية يمكنها تعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية المرتبطة بالسن مثل مرض ألزهايمر
تقليل مستويات الكوليسترول وضغط الدم
أشارت إحدى الدراسات بمجلة التغذية إلى أن بودرة الكاكاو قللت مستويات الكوليسترول الضار المؤكسد لدى الرجال، والذي قد يسبب تأكسده تلفا في أنسجة الجسم مثل بطانة الشرايين، وعلى أن الكاكاوساهم في زيادة مستويات الكوليسترول الجيد لدى المصابين بارتفاع الكوليسترول، لاحتواء الكاكاو على العديد من مضادات الأكسدة التي تدخل مجرى الدم وتحمي البروتينات الدهنية من التأكسد، في حين لم تستطع دراسات أخرى إثبات هذه الفوائد، ويمكن تناول الشوكولاتة الداكنة كجزء من النظام الغذائي الصحي للحصول على هذه الفائدة، وينصح باختيار الأنواع ذات التركيز العالي من الكاكاو، والتي خضعت لعدد أقل من عمليات التصنيع مثل الأنواع العضوية، كما أبرزت بعض الدراسات على الشوكولاتة السوداء تحتوي على الفينولات التي تقلل ضغط الدم، وتحفز البطانة الغشائية في الشرايين، لإنتاج أحادي أكسيد النيتروجين، الذي يساهم في تعزيز تدفق الدم وتقليل الضغط، وينصح بضرورة موازنة الكميات المتناولة من الشوكولاتة مع العدد الكلي للسعرات الحرارية المتناولة من الأطعمة الأخرى، علما أن الشوكولاتة البيضاء لم يكن لها أي تأثير في الضغط، كما أن عدة أبحاث تشير إلى أن تأثير الشوكولاتة على تدفق الدم والضغط يعد طفيفا.
تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب
تبين دراسة نشرت في مجلة القلب عام 2015 أن الأشخاص متوسطي العمر والبالغين الذين يتناولون مقدار 100 غرام من الشوكولاتة بشكل يومي، لديهم معدلات أقل من خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى احتمالية تحسين مستويات السكر ووظائف الإنسولين في الدم، كما أبرزت دراسات أخرى على أن تناول كميات صحية من الشوكولاتة الداكنة يمكن أن يحسن أيضا الجلوكوز في الجسم، وأن الفلافونويدات الموجودة في الشوكولاتة الداكنة تقلل الإجهاد التأكسدي الذي يسبب مقاومة الأنسولين كما بينت دراسة أخرى أجريت عام 2018 أن تناول مقدار 48 غراما من الشوكولاتة الداكنة التي تحتوي على 70% من الكاكاو قد يساعد على تقليل مستويات الجلوكوز الصومي ومقاومة الإنسولين.
مضادة للالتهابات وتقلل خطر الإصابة بالسرطان
تحتوي الشوكولاتة السوداء على مركبات تمتلك خصائص مضادة للالتهابات، مما قد يساعد على تقليل الالتهابات في الجسم، ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2018 في جامعة( AJUMS)، أن تناول 30 غراما من الشوكولاتة، التي تحتوي على تركيز 84% من الكاكاوبشكل يومي مدة 8 أسابيع، قلل المؤشرات الحيوية للالتهابات لدى المرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني، وأن هناك احتمالية لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، حيث يعتقد أن مركبي الكيرسيتين والإيبيكاتشين، هما المسؤولان عن الخصائص المضادة للسرطان في الشوكولاتة، إذ أشارت بعض التقاريرإلى أن تناول الشوكولاتة قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، إلا أن نتائج الدراسات كانت متضاربة حول هذا التأثير، وقد نشرت الجمعية الأمريكية لارتفاع ضغط الدم عام 2009 دراسة تبرز أن الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من الشوكولاتة الغنية بالفلافونويدات أو مضادات الأكسدة كان خطر إصابتهم بالسرطان أقل من غيرهم.
المحافظة على صحة الجهاز الهضمي
وجد أن تناول الكاكاو يزيد مستويات البكتيريا النافعة في الأمعاء، حيث أشار الباحثون في قسم علم الغذاء والتغذية في جامعة (ريدنغ) في دراسة نشرت عام 2011 إلى أن مستويات بكتيريا العصية اللبنية وبيفيدوباكتيريوم، في الأمعاء كانت أعلى لدى المشاركين الذين تناولوا مشروب الكاكاو والحليب مدة 4 أسابيع، وتساعد هذه الأنواع من البكتيريا على تعزيز الخصائص المضادة للالتهابات في الأمعاء مما يساهم في تحسين صحتها، كما وجدوا أن مكونات الكاكاو تقلل نمو البكتيريا المطثية الحالة للنسج، والتي توجد في الأمعاء عند المصابين بداء الأمعاء الالتهابي.
خسارة الوزن وتحسين الأداء الرياضي
يحتوي الكاكاوعلى مركب فلافونول (Oligomeric PCs) والذي يرتبط بتقليل الوزن في الفئران، حيث لاحظ الباحثون في دراسة أُجريت في جامعة كاليفورنيا عام 2012 أن الأشخاص الذين يتناولون الشوكولاتة السوداء، كان مؤشر كتلة الجسم لديهم أقل من الذين لا يتناولونها، لاحتوائها على حمض الشمع الذي يبطئ الهضم ويضبط الشهية،(ومع ذلك ينصح بتناولها باعتدال)، كما وجد أنها تلعب دورا حيويا في تحسين الدورة الدموية وتقليل كميات الأكسجين التي يحتاجها الرياضيون أثناء ممارستهم التمارين، لاحتوائِها على الفلافونولات والإيبيكاتشين، وهي مركبات تعزز إنتاج أحادي أكسيد النيتروجين الذي يحسن الدورة الدموية ويقلل كميات الأكسجين التي يحتاجها الرياضيون أثناء ممارستهم التمارين متوسطة الكثافة، ووجدت إحدى الدراسات التي نشرتها مجلة الجمعية الدولية للتغذية الرياضية عام 2015 أن تناول القليل من الشوكولاتة السوداء قد يعزز من توافر الأكسجين خلال التمارين الرياضية.
مفيدة لنمو الجنين وتطوره
تم التوصل في دراسة نشرت عام 2016 إلى أن تناول مقدار 30 غراما من الشوكولاتة بشكل يومي خلال مرحلة الحمل يمكن أن يكون مفيدا لتطور ونمو الجنين، مشيرة إلى ضرورة عدم تناول كميات كبيرة منها بسبب محتواها من السكر، والكافيين، والدهون، كما أشارت بعض الدراسات إلى أنها قد تقلل خطر الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل، الذي يحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم لدى الأم، مما يقلل وصول الدم للجنين، إلا أن نتائج هذه الدراسات كانت متضاربة.
المحافظة على صحة الجهاز المناعي والبشرة
تقلل مركبات الفلافونولات من الإجهاد التأكسدي الناتج عن مكافحة الخلايا للجذور الحرة في الجسم، والذي يسبب الإصابة بالعديد من الأمراض، بالإضافة إلى المحافظة على صحة البشرة، حيث تحتوي الشوكولاتة الداكنة على الفيتامينات والمعادن المفيدة للبشرة مثل المغنيسيوم المهم لإنتاج الكولاجين، والكالسيوم الذي يساعد على تجديد وبناء الخلايا، إذ بينت دراسة بجامعة لندن أن تناول الشوكولاتة الداكنة الغنية بالفلافونولات مدة 12 أسبوعا كان له تأثير في حماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية للشمس.
تحسين صحة العينين وتعزيز الهرمونات
يمكن لتناول الشوكولاتة أن يعزز توافر الأكسجين والعناصر الغذائية للأوعية الدموية في الدماغ والعيون، فقد أشارت دراسة أجريت في جامعة (إنكارنت وورد) باشتراك 30 شخصا بالغا إلى أن تناول لوح من الشوكولاتة بالحليب أو الشوكولاتة السوداء قد حسن النظر لديهم بعد ساعتين من ذلك، وقد كان مقدار التحسن أكبر عند تناول النوع الداكن منها، كما يمكنها التأثير إيجابيا في هرمونات الجسم، حيث يمكن أن يساعد تناول الشوكولاتة باعتدال
