يؤثر في النساء والرجال على حد سواء
حياة البدري
الصدفية مرض جلدي يسبب ظهور بقع قشرية حمراء مثيرة للحكة، تظهرغالبا على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس، يصاحبها الشعور بالحكة، والحرق، والوخز في بعض الحالات، على الأجزاء المتأثرة من الجلد، وقد تظهر في أي مكان بالجسم.
يعد مرض الصدفية من الأمراض المزمنة التي تسبب الألم وظهور بقع قشرية حمراء ومثيرة للحكة، وهو مرض جلدي غالبا ما يظهر على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس، وقد يمكن أن يظهر في أي مكان بالجسم، حيث يصاحب ظهور هذه القشور، الشعور بالحكة والحرق، والوخز في بعض الحالات، وقد يظهر عند أفراد العائلة الواحدة، ويعد مرض الصدفية من الأمراض المزمنة التي تسبب الألم، لذلك لا يوجد له علاج شاف تام، وإنما توجد العديد من العلاجات التي تخفف من حدة الأعراض.
ترافق الصدفية مع حالات صحية
يمكن أن يترافق مرض الصدفية في بعض الحالات مع مجموعة من الحالات الصحية الأخرى، مثل: التهاب المفاصل، والأمراض القلبية الوعائية، ومتلازمة التمثيل الغذائي، وداء الأمعاء الالتهابي، والاكتئاب، وتجدر الإشارة إلى أن مرض الصدفية يؤثر في النساء والرجال على حد سواء، وقد يظهر في أي مرحلة عمرية، ولكنه أكثر شيوعا لدى البالغين، ولكن يجب التنويه إلى أن أحد أنواع الصدفية المعروف باسم الصدفية النقطية عادة ما يكون أكثر شيوعا عند الأفراد في مرحلة الطفولة وسن البلوغ.
أهم الأعراض
تظهر أعراض الصدفية على شكل نوبات اشتداد تحدث لفترات زمنية مختلفة، تفصل بين النوبة والثانية عادة فترات من الهدوء وتراجع في حدة الأعراض والتي يمكن أن تتراوح بين شهر و12 شهرا، وتختلف طريقة ظهور الأعراض وحدتها تبعا لنوع الصدفية الذي يؤثر في الفرد.
أهم أنواع الصدفية وأعراضها
الصدفية اللويحية: وهي أكثر أنواع الصدفية شيوعا، وتظهر على شكل لويحات جلدية جافة وحمراء ومغطاة بقشور فضية، وقد تسبب الحكة أوالألم، ويمكن أن تظهر في أي مكان بالجسم سواء كان بمساحات كبيرة أو قليلة من الجلد، وقد تسبب التشقق ونزف الدم من الجلد المحيط بالمفاصل.
صدفية فروة الرأس: وهي تظهر على شكل مناطق جلدية حمراء مثيرة للحكة، تعلوها قشور بيضاء مائلة للفضي، ويمكن للفرد ملاحظة قشور من الجلد الميت في الشعر وعلى الكتف وذلك بعد حك فروة الرأس في الغالب، ويمكن أن تمتد هذه البقع المتقشرة إلى ما بعد خط الشعر، ويمكن أن تسبب نزف الدم عند إزالتها، وعادة تبدأ الصدفية في الظهور لدى الأطفال على فروة الرأس.
صدفية الأظافر: ويمكن أن تؤثر في أظافر اليدين والقدمين، ويمكن ملاحظتها من خلال ظهور حفر في الأظافر، ونموها بطريقة غير طبيعية، وتغير لونها، ويمكن أن تصبح هذه الأظافر هشة وتنفصل عن قاعدة الظفر، ويمكن أن يتفتت الظفر أحيانا، و يمكن لصدفية الأظافر أن تحدث مع نوع آخر من الصدفية مثل الصدفية اللويحية.
الصدفية القطروية أو النقطية: وهي تشيع لدى الأطفال والبالغين، وعادة ما تظهر على شكل تقرحات صغيرة محمرة، ومغطاة بقشور ناعمة رقيقة، تختلف عن قشور الصدفية اللويحية السميكة، وفي الغالب وتظهر غالبا على جذع الجسم والذراعين والساقين، ويمكن أن تظهر هذه العلامات لمرة واحدة، أو قد تتكرر على شكل نوبات.
صدفية الثنيات: وتظهرعلى شكل بقع جلدية حمراء ناعمة وملتهبة ولكنها غير متقشرة، وعادة ما تؤثر في مناطق الثنيات الجلدية كتحت الإبط، ومنطقة أصل الفخذ، وتحت الثديين، وحول الأعضاء التناسلية.
الصدفية البثرية: وقد تظهر على شكل بقع واسعة الانتشار أو بقع صغيرة تؤثر في اليدين، أو أطراف أصابع اليدين، أو القدمين، ويمكن أن تتطور بشكل سريع، حيث إن ظهور البثور المليئة بالقيح يحدث بعد بضع ساعات فقط من احمرار الجلد وزيادة حساسيته، وتتعافى هذه البثور خلال عدة أيام ولكنها تعود لتظهر من جديد لاحقا.
الصدفيّة المحمرة للجلد: وتعد النوع الأقل انتشارا وشيوعا، ويمكن أن تؤثر في كامل الجسم، حيث يظهر طفح جلدي أحمر اللون ومتقشر يغطي الجسم بأكمله، وقد يسبب شعورا للمصاب بالحكة والحرقة الشديدة.
أهم الأسباب
ينتج الجسم في الوضع الطبيعي خلايا جلدية جديدة من أعمق طبقات الجلد، ثم تنتقل هذه الخلايا تدريجيا خلال طبقات الجلد حتى تصل إلى الطبقة العلوية، وحينها تموت الخلايا القديمة للجلد وتتقشر وتزول بشكل طبيعي، وعادة تستغرق هذه العملية من 3 إلى 4 أسابيع، ولكن في حالة الإصابة بالصدفية فإن عملية استبدال خلايا الجلد تتم بسرعة أكبر، حيث تستغرق هذه العملية عدة أيام تتراوح ما بين 3 إلى 7 أيام فقط، مما يؤدي إلى التراكم السريع للخلايا الجلدية غير مكتملة النضوج على سطح الجلد، وهذا بدوره يسبب ظهور بقع حمراء متقشرة، والسبب الحقيقي لهذه المشكلة ما زال غير معروف، ولكن تشير الأبحاث إلى أن الجهاز المناعي له دور رئيسي في الإصابة بالصدفية.
علاقة الجهاز المناعي بمرض الصدفية
تكمن وظيفة الجهاز المناعي في الدفاع عن الجسم ضد الأمراض، كما يساهم في مقاومة الجسم للعدوى، ويتكون من العديد من أنواع الخلايا، منها خلايا الدم البيضاء التائية، حيث تعمل هذه الخلايا بالوضع الطبيعي كوسيلة دفاع عن الجسم، حيث تتصدى للجراثيم والأجسام الغريبة التي تدخل إليه، كالبكتيريا والفيروسات، وتتخلص منها، ولكن عند الإصابة بالصدفية فإن الخلايا التائية نهاجم خلايا الجلد السليمة عن طريق الخطأ، بدلاً من مهاجمتها للأجسام الغريبة، كما تحفز الخلايا التائية مفرطة النشاط، الجلد لإنتاج خلايا جلدية سليمة أسرع من المعتاد، كما تحفز الجهاز المناعي لإنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء التائية وخلايا الدم البيضاء المتعادلة، وعندما تنتقل هذه الخلايا إلى سطح الجلد فإنها تسبب احمراره وخروج القيح، كما يسبب اتساع الأوعية الدموية في المناطق المتأثرة بالصدفية احمرارالجلد والشعوربالدفء بالمنطقة المصابة، ومع تسارع هذه العملية تتراكم الخلايا الجلدية وتظهر البقع المتقشرة على سطح الجلد، والسبب وراء هذا الخلل الحاصل في عمل الخلايا التائية غير واضح بشكل كامل، ويعتقد أن هناك دورا للعوامل الوراثية والبيئية في ذلك، وقد وجد العلماء بأنّ هناك جينات معينة تجعل الأفراد أكثر عرضة للإصابة بالصدفية، حيث يمكن أن تنتقل هذه الجينات ضمن أفراد العائلة الواحدة، ولكن لا يعد الرابط بين الجينات والإصابة بالصدفية من الأمور الواضحة بشكل تام، إذ إن بعض المصابين بالصدفية لا يحملون هذه الجينات، وفي المقابل توجد هذه الجينات لدى بعض الأشخاص الذين لا يتطور لديهم مرض الصدفية.
أهم المحفزات
توجد العديد من المحفزات التي يمكن أن تتوفر في محيط الأفراد بشكل يومي وتؤدي إلى ظهور الصدفية لأول مرة أو قد تزيد الأعراض سوءا، كالضغط النفسي والتوتر، التعرض لإصابات الجلد كالجروح أو حروق الجلد القوية، والإصابة بالعدوى كالتهاب الحلق البكتيري، وشرب الكحول بكميات كبيرة، تدخين منتجات التبغ، والطقس، لاسيما الطقس البارد والجاف، وتناول بعض الأدوية كالليثيوم.
تشخيص الصدفية
يشخص الطبيب الصدفية من خلال فحص الأعراض الظاهرة على المناطق الجلدية المتأثرة بالمرض، والسؤال عن التاريخ الطبي للمريض وعائلته، ولا توجد فحوصات دم مخبرية تؤكد أو تنفي الإصابة بالصدفية، وقد يلجأ الطبيب المختص أحيانا إلى أخذ خزعة من الجلد لاستبعاد الإصابة بحالات مرضية أخرى كالأكزيما، وينصح المختصون بضرورة مراجعة الطبيب في حال ظهور طفح جلدي، لم يتم السيطرة عليه بواسطة العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، حيث يمكن من خلال التشخيص والعلاج المبكر للمرض، تحسين النتائج طويلة المدى للصدفية.
علاج الصدفية
لا يوجد علاج شاف لمرض الصدفية، وتختلف العلاجات المستخدمة للصدفية باختلاف نوعها، وشدتها، ومكان ظهورها، ولكن يمكن للعلاجات المستخدمة أن تخفف من حدة الأعراض وتحسن نوعية الحياة، حيث يمكن علاج الحالات البسيطة باستخدام العلاجات الموضعية، التي يتم تطبيقها على المنطقة المصابة فقط، كما يمكن اللجوء لاستخدام الكريمات المرطبة للبشرة التي تساعد على التخفيف من الحكة وتقشير الجلد، وبالرغم من فعالية العلاجات الموضعية لبعض حالات الصدفية، فهي تحتاج لفترة من الوقت، قد تصل إلى 6 أسابيع، حتى تظهر نتائجها، وأيضا باستخدام العلاجات الجهازية والضوئية.