حياة البدري
تنتشر آلام الظهر بين نسبة كبيرة من الرجال والنساء، وتتم معالجة غالبية الحالات بالراحة والمسكنات أو بالعلاج الطبيعي لفترات مختلفة من الوقت وحسب حاجة كل حالة، وفي حالات قليلة يتكرر ويستمر الألم، وتصبح حركة المريض محدودة، وهنا ينصح الأطباء بإجراء عملية جراحية.
أسباب ألم أسفل الظهر عديدة، وكذلك عوامل الخطر، وهي من الآلام الشائعة جدا حيث يعاني منها ما يصل إلى 80% من الأشخاص في حياتهم، ويمكن أن تكون آلام الظهر منهكة، وتؤثر على قدرة المريض على العمل أو ممارسة الرياضة أو الاستمتاع بالوقت مع الأصدقاء والعائلة، ويمكن تخفيف آلام أسفل الظهر إذا فهم سبب ذلك، من خلال استشارة الطبيب الذي يعمل على تحديد سبب الألم بشكل دقيق.
الأسباب الشائعة لألم أسفل الظهر
تحدث آلام أسفل الظهر غالبا نتيجة مجموعة من العوامل على رأسها: الجهد الزائد، شد العضلات، هشاشة العظام، التهابات تسببها أنواع من البكتيريا التي تنمو بدون الحاجة إلى هواء، التعرض لإصابة في العضلات أو في الأربطة التي تدعم العمود الفقري، وفي حالات أخرى أقل شيوعا تظهر آلام أسفل الظهر بسبب: مرض، خلل في العمود الفقري، عوامل خطر الإصابة بألم أسفل الظهر، وتبقى أسباب آلام أسفل الظهر متعددة، ولكن الأكثر شيوعا، هي:
انزلاق غضروفي
انزلاق غضروفي في أحد فقرات سلسلة العمود الفقري في أسفل الظهر، وخاصة بالفقرات 2 إلى 5، وبنسبة أقل يظهر الألم في أحد فقرات الرقبة العليا، وفي كلا الحالتين يسبب الانزلاق الغضروفي حدوث آلام شديدة في الظهر، نتيجة تمزق الأنسجة الرابطة أو خروج المادة الهلامية اللزجة التي تفصل بين فقرات سلسلة الظهر التي يصل عددها إلى 33 فقرة، وتكمن أهم مسببات الانزلاق الغضروفي، في حوادث السيارات، رفع الأثقال الثقيلة، ثقل في الرجل اليسرى واليد اليسرى، ويصحبهما هزة في الرأس، ممارسة الألعاب الرياضية العنيفة، كما يحدث ضعف في عضلات الظهر مع الشيخوخة ونتيجة قلة الحركة وزيادة وزن الجسم، وجميع هذه العوامل تؤدي بالتدريج إلى عدم قدرة عضلات الظهر على حماية فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى آلام في الظهر، وقد يترافق بصعوبة في المشي لتأثيره على أعصاب الساق، وبذلك يضعف نشاط المصاب في العمل والتنقل براحة كافية، وقد يؤدي المرض أحيانا إلى تقاعد مبكر وفقدان العمل.
إجهاد العضلات
يعد إجهاد العضلات السبب الأكثر شيوعا لآلام أسفل الظهر، حيث قد تكون علامات ألم ظهرك ناتجة عن إجهاد عضلي، بما في ذلك التصلب، وتشنجات الظهر، والألم الذي ينتشر من أسفل الظهر إلى المؤخرة، وصعوبة الوقوف بشكل صحيح، والألم لأكثر من عشرة أيام، ويحدث إجهاد العضلات بسبب إرهاق العضلات، الإفراط في استخدام العضلات، كرفع الأشياء الثقيلة، موقف سيئ، رياضات تتطلب الاحتكاك الجسدي، الانحناء أو الالتواء المتكرر، وقد تحدث آلام الظهر بسبب نقص فيتامين أساسي للجسم، ولتقليل الألم وتشنجات العضلات والالتهابات، يمكن وضع الثلج على إصابات العضلات والعظام الحادة. كما يمكن أيضا اعتماد العلاج البدني، والتدليك الخفيف، والتمدد وتحفيز العضلات الكهربائي.
الصدمة
على عكس الأسباب الأخرى التي تتطور بمرور الوقت، فإن آلام الظهر الناتجة عن الصدمة تكون مفاجئة، تشمل الصدمات التي يمكن أن تسبب آلام أسفل الظهر، كالسقوط، حوادث السيارات، تكرر الإصابات الرياضية.
عوامل الخطر
يزيد وجود عامل الخطر من احتمالات تطور أسباب ألم أسفل الظهر، فكلما كانت عوامل الخطر أكثر، ازداد احتمال ظهور الآلام في الظهر، وتكمن أبرز عوامل الخطر في كل من: بلوغ منتصف العمر، وهنا يجدر بالذكر أن الخطر يقل بعد سن 65، الجنس، حيث إن الرجال يعانون أكثر من النساء من آلام الظهر، تاريخ عائلي من الألم في الظهر، إصابة سابقة في الظهر، الحمل، إذ يشكل الجنين خلال فترة الحمل ضغطا كبيرا على الظهر، وجود كسور سابقة في العمود الفقري، الخضوع لعمليات جراحية سابقة في الظهر، وجود مشكلات خلقية في العمود الفقري، طرق الوقاية من أسباب ألام الظهر وعوامل الخطر.
تغيير أسباب وعوامل خطر
هناك أسباب وعوامل خطر، يمكن تغييرها من خلال تغيير نمط الحياة أو من خلال العلاج الطبي، وعلى رأسها: الخمول، والذي يعني البقاء في وضع ثابت وعدم ممارسة النشاط البدني، وللوقاية من هذا السبب، يجب ممارسة الرياضة 30 دقيقة يوميا على الأقل، ثم هناك الوضعية الخاطئة، حيث قد تتطلب ظروف وطريقة العمل أحد الأوضاع التالية: الجلوس المستمر، رفع الأوزان الثقيلة، الانحناء، الدوران، الحركات المتكررة، الاهتزاز الدائم، مثل: استخدام آلة الحفر أو قيادة المعدات الثقيلة، حيث تعد هذه الظروف جميعها من أسباب ألم أسفل الظهر، ويجب التعامل مع كل حالة على حدة، وتبديل وضعية العمل بأخرى خلال العمل، حيث يجب مثلا المشي بين حين وآخر في حال كان العمل يتطلب الجلوس.
التدخين
قد يكون التدخين من أسباب ألم أسفل الظهر غير الشائعة، لكن وجد أن المدخنين أكثر عرضة من غير المدخنين للإصابة بآلام أسفل الظهر، وللوقاية منه يجب الإقلاع عن التدخين بشكل مطلق.
السمنة الزائدة
وزن الجسم الزائد وخصوصا حول الخصر قد يشكل ضغطا على الظهر مع أن هذا الادعاء لم يثبت بعد، لذا يجب التخلص من الكيلوغرامات الزائدة والحصول على الوزن المناسب للطول.
الاضطرابات النفسية
إن التوتر أو أي عامل نفسي سيئ، يعد من العوامل التي تلعب دورا هاما في أسباب ألم أسفل الظهر، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بآلام أسفل الظهر المزمنة، حيث يقوم كثير من الناس بشد عضلات الظهر بشكل لاإرادي عندما يخضعون لضغوط نفسية، لذلك يجب الابتعاد قدر المستطاع عن التوتر والاضطرابات النفسية، من خلال: ممارسة رياضة اليوغا، ممارسة تمرين التنفس العميق، الخروج مع الأصدقاء والتنزه، التحدث مع المقربين حول الأمور المقلقة، لتخفيف حدة التوتر، مراجعة الطبيب النفسي في حال وصول الحالة النفسية لحد الاكتئاب.
الاستخدام الطويل المدى لأدوية محددة
من بين الأعراض الجانبية للاستخدام المتواصل والطويل المدى لأدوية معينة، هي كونها تضعف العظام وكمثال عن هذه الأدوية مثل: الكورتيكوستيروئيدات (Corticosteroids)، والذي قد يساهم في أسباب ألم أسفل الظهر، ويبقى الحل هنا هو البحث عن أدوية بديلة للعلاج، وتكون ذات أثر جانبي أقل حدة، بعد استشارة الطبيب.
تكلفة كبيرة وعدد أكبر من المصابين
وجذير بالذكر أن دراسة أجريت حديثا في بريطانيا أبرزت أن 80% من البريطانيين الذين يراجعون المراكز الصحية في بلادهم للمعالجة يشكون من آلام الظهر خلال فترة حياتهم، وأن تكاليف معالجة آلام الظهر في بريطانيا يصل سنويا إلى بليون جنيه أسترليني، ونصف هذا المبلغ يصرف على العمليات الجراحية، وطبيا، تظهر آلام أسفل الظهر أحيانا بشكل بسيط ولفترة محدودة من الزمن، وفي حالات أخرى يصبح الألم شديدا ومزمنا.