jeudi 21 octobre 2021

سن اليأس عند الرجال: هل من علاج


  

أهم الأعراض والخطوات لعبوره بسلام


يعاني الرجال مثلهم مثل النساء من سن اليأس، المعروف اصطلاحا باسم "سن اليأس عند الرجال" (andropause)، والذي جاء ليصف الفترة التي يمر بها الرجل من تغييرات هرمونية مع التقدم في العمر.

حياة البدري

 

مع تقدم الرجال بالعمر، تنخفض مستويات التستوستيرون لديهم، حيث تقل مستوياته بنسبة 1% كل سنة بعد وصول الرجل الثلاثين أو الأربعين من عمره، ومع حلول الرجل السبعين من عمره، يصل مستوى التستوستيرون لديه إلى حوالي 50% مقارنة بالفترة دون الثلاثين، والتغيير في هذا المستوى، من شأنه أن يسبب بعض التغييرات الجسدية والنفسية والعقلية، وهو ما يطلق عليه مرحلة سن اليأس عند الرجال، حيث يعتبر بعض المختصين أن سن اليأس عند الرجال هو حقيقي، وليس خرافة كما يزعم البعض، على الرغم من أن الرجال ليست لديهم دورة شهرية، "تتوقف" مع مرحلة وصولهم لسن متقدمة، وأن التغيرات تحدث عندهم بالفعل من الناحية الهرمونية، الفسيولوجية والنفسية، في منتصف العمر.

أعراض سن اليأس عند الرجال

يتسبب انخفاض مستوى التستوستيرون عند الرجال في ظهور عدد من الأعراض المختلفة،  والتي تكمن في: عرض انخفاض الرغبة الجنسية، حيث يلعب هرمون التستوستيرون، دورا حيويا في الحفاظ على الحياة والرغبة الجنسية، لذا ينصح المختصون في حالة انعدام الرغبة في الجماع، لفترة من الزمن عند الرجال ، بضرورة القيام بفحص مستوى هذا الهرمون، لأن من شأن انخفاض مستواه التسبب في عدم القدرة على الانتصاب أو الحفاظ عليه، مما قد يؤثر على عدد الحيوانات المنوية ، وأيضا عرض الإصابة بالاكتئاب،  حيث يساعد التستوستيرون في تنظيم المزاج، إذ أن انخفاض مستوياته قد يسبب إصابة الرجال بالاكتئاب،  وتختلف وتتنوع أعراض الإصابة بالاكتئاب، إلا أنها تشمل الشعور بالحزن والفراغ، القلق، الغضب، عدم الراحة، صعوبة في التركيز وتذكر الأشياء،  فقدان الرغبة بالأمور التي كان الرجل يحبها سابقا، ووجود أفكار انتحارية، وعادة ما يشعر محيط الرجل بهذه الأعراض قبل أن يدركها هو، لذا ينصح فورظهورها، بالخضوع لفحص مستويات التستوستيرون، بالإضافة إلى عرض انخفاض الطاقة، حيث يساعد التستوستيرون، بشكل عام، الرجال في الحفاظ على مستوى طاقة ملائم ومناسب، ولكن مع انخفاض مستوياته، قد يشعرون بقلة الطاقة، وعدم القدرة على القيام بالنشاطات الطبيعية واليومية، ناهيك عن عرض مشاكل في النوم، حيث يرتبط انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون بوجود مشاكل في النوم، إذ أن له دورا ضروريا في تنظيم عملية النوم، وفي حالة انخفاض مستوياته ، تخيم على الرجل مجموعة من أعراض الإصابة بمشاكل النوم، كصعوبة الخلود إلى النوم، النوم المتقطع، التعب خلال النهار، صعوبة في التركيز، عدم الراحة،  تعكر المزاج العام.

الأعراض الأخرى لسن اليأس عند الرجال

ومن الممكن أن تظهر أعراض أخرى، خلال فترة سن اليأس لدى الرجال، نتيجة انخفاض مستوى التستوستيرون، تتمثل في:  انخفاض كثافة العظام،  تركز الدهون في منطقة البطن، الثدي لدى الرجال، انخفاض الحافز والثقة بالنفس، صعوبة في تذكر الأشياء العصبية، انخفاض كتلة العضلات وقوتها، انخفاض الشعرعلى الجسم، وعند ملاحظة الرجل لهذه الأعراض،  يجب عليه فورا، استشارة الطبيب، حتى يقوم الطبيب بتحديد السبب من أجل علاجه.

   الاستفادة من علاج بدائل التستوستيرون

  يقول خبراء الغدد الصماء أن جزء من المشكلة، هو أنه من الصعب قياس مستويات هرمون التستوستيرون في الجسم بشكل دقيق، حيث قد يكون لدى بعض الناس مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون، ولكن تكون لديهم مستويات طبيعية من هرمون التستوستيرون الحر،( الهرمون أكثر نشاطا)، إذ يعتبر الرجال الذين يكون لديهم مستويات طبيعية من هرمون التستوستيرون الحر، أصحاء ولا يحتاجون لتلقي العلاج، وهناك خبراء يعتقدون أن الإجابة على السؤال حول من الذي ينبغي أن يتلقى العلاج ببدائل هرمون التستوستيرون ومن يستفيد منه، ومن لا يجب عليه ذلك، هي ذاتيه أكثر مما هي علمية، ووفقا لادعاءاتهم، فالعلاج ببدائل هرمون التستوستيرون، ينظر إليه من قبل الرجال كحل سحري يعيد الشباب، في حين لا يمكن استخدام هرمون التستوستيرون، كعلاج حقيقي وللجميع، حيث يمكن لبعض الرجال، أن يساعدهم العلاج بواسطة هرمون التستوستيرون، ولكن لا ينبغي أن يخضع كل الرجال لهذا العلاج، إذ يجب أن يخضع الرجال الذين تتراوح أعمارهم من 50-60 لاختبارات الدم وتقديم تقرير عن الأعراض التي تشير إلى انخفاض مستويات هرمون تستوستيرون، من أجل أن يكونوا ضمن قائمة المرشحين لتلقي العلاج، كما يعتقد المؤمنون بسن اليأس الذكوري، أن العلاج ببدائل هرمون التستوستيرون لا يلائم كل رجل، لأنه لا يمكن لجميع الرجال الاستفادة منه، وبالتالي اعتماد العلاجات الأخرى، النفسية بالأساس (كالإرشاد)، والتي يمكنها أن تساعد الرجال في التعامل مع أعراض هذه الفترة المضطربة.

مخاطر أخذ التستوستيرون وبدائله

 يقول المختصون أنه يمكن الحصول على هرمون التستوستيرون عن طريق الإنترنت أوعن طريق وصفة طبية، قد يعطيها الأطباء بسهولة، وهنا العديد من الرجال من يحصلون على هرمون التستوستيرون لأسباب مشكوك فيها، والجرعة التي أخذوها فقط تزيد من الحاجة لتلقي التستوستيرون، مما يوصون بالتشاور مع طبيب الغدد الصماء أو خبير أخر في هذا المجال قبل بدء العلاج بواسطة هرمون التستوستيرون، و يعترف العديد من الخبراء أن الاستخدام العشوائي لمكملات التستوستيرون، هو عمل محفوف بالمخاطر، اعتبارا أن العلاج بواسطة هرمون التستوستيرون، دون التشخيص المبكر من قبل طبيب الغدد الصماء لدى الرجال المسنين والشباب هو بمثابة اعتداء حقيقي، حيث توجد هناك مخاطر بدنية لعلاج التستوستيرون الغير ضروري، تكمن في: تقلصات الخصيتان،    انخفاض في مستويات الكولسترول ال "جيد "(HDL)، حب الشباب، تضخم غدة البروستاتا.

خطوات لعبور سن اليأس عند الرجال

لعبور سن اليأس لدى الرجال، ينصح بالتخلص من المرض في أقرب وقت ممكن، حيث هناك ميل يعزو كل أنواع المشاكل مثل التعب، الاكتئاب، سلس البول، النسيان وعدم الاستقرار لعملية الشيخوخة، إلى اتباع عادات الأكل السليم والنشاط البدني، مما قد يساعد على التعافي من الأمراض في وقت مبكر أكثر، والتعرض المعتدل لأشعة الشمس، علما أن أشعة الشمس القوية يمكن أن تضر الجلد وتسرع عملية شيخوخة الجسم، لذلك يوصى بالتعرض لأشعة الشمس في ساعات الصباح وبعد الظهر، وأيضا عدم التدخين واستهلاك الكحول: ذلك أن التدخين يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالسرطان، واستهلاك الكحول قد يؤدي إلى تضرر الكبد، و الحفاظ على نظام غذائي صحي وشرب الكثير من الماء، حيث يفضل تجنب الإفراط في تناول الطعام أو الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، والحفاظ على العقل السليم في الجسم السليم، إذ يوصي بممارسة أي نوع من النشاط البدني، لمنع تصلب وشيخوخة المفاصل، و هناك من يوصي بعدم "التقاعد"، ومواصلة العمل، ولكن في العمل الأقل جهدا وإرهاقا، ثم التقليل من استخدام الأدوية، حيث يمكن للأدوية أن تؤدي لأثار جانبية مختلفة مع التقدم في العمر، ويوصى بإيجاد بدائل طبيعية بدلا من الأدوية الكيميائية، والاستخدام الحكيم للتوابل، حيث  يرى بعض المختصين أن الأعشاب الطبية لها خصائص  تبطئ  من تسارع عملية الشيخوخة، مع وجوب استشارة طبيب مؤهل، لأن هناك بعض الأعشاب الطبية، التي تعد من غير الآمن أخذها لفترة طويلة، ثم الحفاظ على حالة مزاجية إيجابية، فالسعادة يمكن أن تبطئ عملية الشيخوخة، لذا يجب إبعاد الطاقات السلبية.