mercredi 18 novembre 2020

التليف الرئوي... من أخطر الأمراض الصدرية

 


إعداد: حياة البدري

تليف الرئة، أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الإنسان، وهو من أخطر أمراض الرئة التي يصعب علاجها في أحيان كثيرة، ويؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على باقي أعضاء الجسم كانخفاض مستويات الأكسجين بالدم
وغيرها

مرض تليف الرئة هو عبارة عن حدوث تليف في جدران الحويصلات الهوائية، فيؤدي إلى تدمير الأوعية الدموية الموجودة فى نسيج الرئة، مما يفقد الرئة أهم وظيفة لها وهي تحميل الدم بالأكسجين وتخليصه من غاز ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي نقص في كمية الأكسجين المتجهة إلى كافة أجهزة الجسم، مما يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة، مثل اضطراب في ضربات القلب، وبمعنى آخر يحدث التليف الرئوي خللا في عملية التئام الجروح، ويؤدي إلى مبالغة في عملية الالتئام، وبالتالي تكوين الألياف والندبات في هذا النسيج، ومع تكرار هذه العملية تنتج زيادة تدريجية في نسبة النسيج المتلف، ومن ثمة لا يمكن لهذا النسيج تبادل الأكسجين مع الدم، بالإضافة إلى كونه يقلل من مرونة الرئة ويعمل على تقييدها ومنعها من الانتفاخ والحركة بحرية خلال الدورة التنفسية.

علامات وأعراض

تتجلى أبرز علامات التليف الرئوي وأعراضه في: ضيق النفس، السعال الجاف، الإرهاق والتعب المستمر، فقدان الوزن غير المبرر، وجع في العضلات والمفاصل وتغير شكل الأظافر، حيث تصبح رؤوسها أكبر من الحجم الطبيعي وتنحني حول رأس الأصبع، وتصبح قاعدة الأظافر إسفنجية، علما أن هذا  قد يحدث حتى مع حالات صحية أخرى، كبعض أمراض الكبد أو القلب، ويعد ضيق التنفس، أول أعراض التليف الرئوي ظهورا في معظم الأحيان، حيث يشعر بعض المصابين، بضيق في التنفس عند بذل مجهود، كصعود السلالم أو تسلق هضبة، في حين يشعر البعض الآخر بضيق في التنفس طوال الوقت حتى أثناء الراحة وعدم بذل مجهود، وتحدث العديد من أشكال التليف الرئوي غالبا بعد بلوغ الستين من العمر، وقد يعتقد كبار السن الذين يعانون من ضيق التنفس بأن هذه المشكلة ناجمة عن التقدم في العمر، والواقع أن بعض الحالات قد يكون سببها التليف الرئوي، وعند عدم العلاج، تتدهور حالة المصاب، ويشار إلى وجود علاقة بين المشاكل الصحية المزمنة والتليف الرئوي، إذ يعتقد أنها قد تكون السبب وراء التليف الرئوي أو أنها تؤثر في الحالة على أقل تقدير، ومنها أمراض القلب، والوزن الزائد، وداء الانسداد الرئوي المزمن، السعال المستمر، وعادة ما يكون السعال جافا.

 أعراض أخرى

 وقد ترافق التليف الرئوي، أعراض أخرى تكمن في ضيق أو ألم في الصدر، فقدان الوزن غير المتوقع، فقدان الشهية، الشعور بالتعب وفقدان الطاقة، ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، ألم في العضلات، ألم في المفاصل، الطفح الجلدي في بعض الحالات، جفاف الفم والعينين، ضعف التروية الدموية في أصابع الدين والقدمين.

مراجعة الطبيب استعجاليا 

للسيطرة على أعراض التليف الرئوي، والتي يعد ضيق التنفس والسعال من الأعراض الرئيسية التي يعاني منها مرضى التليف الرئوي، بالإضافة إلى معاناتهم من التعب والقلق والاكتئاب، تجب ضرورة مراجعة الطبيب بشكل استعجالي والاتصال به على الفور، إذا كان المريض يعاني من ضيق في الصدر، أو ألم، أو حمى، أو صعوبة في التنفس، المعاناة من السعال لأكثر من ثلاثة أسابيع، أو في حالة مواجهة مشاكل على مستوى التنفس لفترة، ذلك أن هذه الأعراض غير طبيعية ولا يمكن تجاهلها.

أسباب تليف الرئة

ترجع الإصابة بالتليف الرئوي إلى جملة من الأسباب أبرزها: كثرة التعرض لملوثات البيئة، كدخان مصانع الإسمنت والفحم، وعوادم السيارات، تربية الطيور والحيوانات الأليفة، التعرض للأبخرة الضارة ودخان السجائر، وجود خلل في الجهاز المناعي، تناول بعض الأدوية على رأسها أدوية تنظيم ضربات القلب، الأدوية المستخدمة في العلاج الكيماوي، العلاج الإشعاعي كما هو الحال في حالات الإصابة بالأورام، الإصابة ببعض الالتهابات الفيروسية.

مضاعفات خطيرة

يؤدي التليف الرئوي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على باقي أعضاء الجسم، أهمها: ارتفاع ضغط الدم الرئوي، فشل القلب في الجانب الأيمن، سرطان الرئة.

التشخيص

يكون تشخيص مريض التليف الرئوي عبر نوعين من الاختبارات، أولها اختبارات التصوير، عن طريق الأشعة السينية X-RAY، والأشعة المقطعية CT، ثم الموجات الصوتية على القلب، وثانيها يكون عن طريق اختبارات وظائف الرئة، من خلال قياس معدل التنفس، قياس نسبة الأكسجين، ممارسة اختبار التحمل، منظار القصبات، ثم أخذ عينة من الرئة.

علاج تليف الرئة

يكون علاج التليف الرئوي من خلال مجموعة من الإجراءات تكمن في: تجنب المسبب، ويعد هذا الإجراء أحد العلاجات التي تساعد على تحسن حالة المريض، فإذا ما كان السبب هو التدخين فإن التوقف عن التدخين هو الحل، ممارسة التمارين التنفسية، والتي تعتبر أحد الحلول في هذه الحالة، كما يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية التي تساعد على تحسن حالة المريض، والتي من أبرزها الكورتيزون، وفي حال تقدم حالة المريض فيتم إعطاؤه الأكسجين البيتي، الذي يساهم في الحفاظ على نسبة الأكسجين في الدم ضمن قيمها الطبيعية، ويعتبر العلاج التأهيلي أحد العلاجات المساندة المستخدمة في هذه الحالة، وفي بعض الحالات التي تفشل فيها جميع الحلول السابقة فإن الأطباء قد يلجؤون إلى زراعة الرئة

العلاج بالأكسجين

يسبب مرض التليف الرئوي انخفاضا في مستويات الأكسجين في الدم، بسبب عدم قدرة الأنسجة التي تعرضت للتلف بالرئتين على نقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من الجسم وإليه، ونظرا لتطور مرض التليف الرئوي وانخفاض كفاءة وظائف الرئة، فإن معظم المرضى يحتاجون إلى الأكسجين في مرحلة ما أثناء العلاج، وجدير بالذكر أن العلاج بالأكسجين لا يعالج السبب الأساسي للتليف الرئوي بشكل مباشر، كما أنه لا يوقف تطور المرض، بل يستخدم لتحسين الأعراض، كضيق التنفس واضطرابات النوم، التعب، فقدان الوزن، إضافة إلى تحسين وظائف الأعضاء الأخرى وتحسين نوعية الحياة.

احتياجات الأكسيجين لكل مريض

 تختلف احتياجات الأكسجين لدى مرضى التليف الرئوي، حسب كل مريض، حيث تعتمد بشكل أساسي على شدة المرض ونمط الحياة، ويتم الكشف عن مدى حاجة المريض إلى الأكسجين الإضافي من خلال اختبار بسيط للمشي، وقد يحتاج بعض المرضى إلى الأكسجين طوال اليوم، أو في الليل فقط، أو عند ممارسة الرياضة، وينبغي على المريض مراقبة مستويات الأكسجين في المنزل باستخدام أجهزة قياس التأكسج النبضي، المحمولة باليد، إذ ينبغي الحفاظ على مستوى تشبع الأكسجين في الدم بنسبة أعلى من 90% طوال النهار والليل.

تقنيات تركيز الأكسجين بالرئتين

يتم العلاج بالأكسجين من خلال التدفق الثابت للأكسجين النقي، الذي يعمل على زيادة تركيز الأكسجين في الرئتين ورفع مستويات الأكسجين في مجرى الدم، وذلك من خلال تقنيات عدة، أبرزها: خزانات الأكسجين، حيث يتم تزويد الشخص بالأكسجين من خلال أنبوب تنفس رقيق يلتف حول الأذنين ويوضع في فتحتي الأنف، بتوصيل الأنبوب بخزان يتدفق الأكسجين النقي إلى فتحات الأنف يستنشقه المريض أثناء التنفس، وتختلف خزانات الأكسجين في حجمها تبعا لاحتياجات المريض من الأكسجين، وأيضا أسطوانات الأكسجين، وتعد من طرق العلاج بالأكسجين الحديثة، وتتميز بقدرتها على الاحتفاظ بكمية أكبر من الأكسجين وبقدرتها على إمداد المريض بالأكسجين لفترة أطول، لكونها تعمل عن طريق إعطاء الأكسجين على شكل جرعة نبضية عندما يتنفس المريض فقط وليس طوال الوقت، وكذلك وسيلة مكثفات الأكسجين، التي تعتبر بديلا آخر لخزانات الأكسجين الكبيرة المستخدمة في المنزل، تقوم بإعادة التأهيل الرئوي.