mercredi 23 décembre 2020

البروفيسور أحمد بنيس: الضغط الدموي قاتل صامت

                                         

حاورته: حياة البدري

يؤكد البروفيسور أحمد بنيس أن مرض ارتفاع الضغط الدموي قاتل صامت، تكمن خطورته في كونه لا يعطي علامات، وأن الأشخاص لا يقومون بمراقبته وبعدم البحث فيه وقياسه إلى أن يمر الوقت ويكون هناك تأثير على القلب وعلى العروق وعلى الشرايين، وبالتالي مضاعفات كثيرة وخطيرة.

كيف يمكنك تعريف الضغط الدموي؟

الضغط الدموي هو الضغط الذي يمارسه القلب على العروق، حيث يعتبر هذا الضغط على القلب وعلى العروق وكيف يعملان وهل هما في صحة جيدة أم لا. ونقيس الضغط الدموي عادة بمقياسين: مقياس أول، هو الضغط العلوي، والذي يكون عادة عندما يكون القلب يعمل وغالبا لا يتعدى: 13 cm mercure أو ml mercure130 (مليمتر زئبق)، ومقياس ثان هو الضغط السفلي، والذي لا يتعدى mercure cm 8 أو ml mercure 80، والضغط الدموي هو الذي يمكن الدم من المرور في العروق، وذلك بواسطة طريقة تمكن القلب من توزيع الدم على العروق والأنسجة، حيث يساعد على عمل هذه الأنسجة بطريقة جيدة. فنحن نعيش خلال حياتنا بضغط دموي يعمل بشكل عادي، مما يعني أن القلب والعروق في حالة جيدة، ولكن ابتداء من 40 سنة، يبدأ الإنسان يكبر ويشيخ، فتبدأ العروق أيضا تفتقد الليونة، وتصبح صلبة وخشنة جراء الكوليستيرول، السكر، الزيادة في الوزن والتدخين، وبالتالي تصبح هناك مواجهة وصعوبة أكبر من طرف العروق للقلب، الشيء الذي يتطلب من القلب بذل مجهود أكبر من أجل توزيع الدم ودفعه، مما يرتفع معه الضغط.

كيف يعرف الأشخاص أنهم مصابون بمرض ارتفاع الضغط الدموي الصامت؟

عندما نقيس ارتفاع الضغط الدموي ونجده قد أصبح أكثر من 14 بالنسبة للضغط العلوي، وأكثر من 9 بالنسبة للضغط السفلي، فهناك ارتفاع في الضغط الدموي، ولكي نعرف أن هناك ارتفاعا في الضغط الدموي، فيجب قياس الضغط الدموي عدة مرات، فعلى الأقل لما نكون في العيادة، فنحن نقيس الضغط الدموي على الأقل ثلاث مرات، حيث لا نعتد بالمرة الأولى، لأن المريض قد يخاف ويرتفع ضغطه الدموي وتزداد دقات قلبه، مما يجعلنا نقيس معدل الضغط الدموي للمرة الثانية والثالثة، ولما نعرف أن المريض يعاني من ارتفاع الضغط الدموي، فنحن نطلب منه أن يحضر بعد أسبوع أو بعد 15 يوما، وفي كل مرة  نقيس ضغطه الدموي على الأقل 3 مرات، وإما يتم قياس الضغط الدموي خارج العيادة والمستشفى، مع مراعاة استعمال آلة جيدة ومضوبطة، لقياس الضغط الدموي، عند الكبار والأطفال ولدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة، أو نستعمل آلة لقياس الضغط الدموي لمدة 24 ساعة، والتي يمكننا من خلالها معرفة أن الشخص يعاني من ارتفاع الضغط الدموي.

ما هي في نظركم أسباب تفاقم ارتفاع الضغط الدموي عند بعض الأفراد؟

 عندما يتم تشخيص الضغط الدموي يجب معرفة نقط مهمة، حيث هناك 30 في المائة من الأشخاص يعانون من ارتفاع الضغط الدموي في المغرب وفي العالم، ويكمن هذا المشكل في عدم بحث الأشخاص في الضغط الدموي الشرياني (tension artérielle)، وبالرغم من معاناتهم منه فهم لا يأخذون الأدوية، أما المشكل الثاني، فيكمن في الأشخاص الذين يأخذون الأدوية ضد ارتفاع الضغط الدموي الشرياني، ولكنهم لا يراقبون الضغط الدموي، الشيء الذي يطرح هذا المشكل بحدة، خصوصا وأن ارتفاع الضغط الدموي قاتل صامت، ولا يعطي علامات كثيرة، ويكون الوقت قد مر ويكون هناك تأثير على القلب وعلى العروق وعلى الشرايين، مما يجعل المضاعفات كثيرة.

 ما هي في نظركم أبرز علامات الضغط الدموي؟

من أبرز علامات الضغط الدموي، هناك: صداع في الرأس، حيث يعاني الشخص من ألم و«احريق» في رأسه، ازدياد دقات القلب، طنين الأدنين «كيسوطو»، أو الإحساس باللهات «النهجة» أو الإحساس بالتعب «بالسخفة» أو الرعاف، وهي علامات غالبا لا تظهر، ولا يعرف الشخص أنه يعاني من ارتفاع الضغط الدموي، إلا بعد زيارة الطبيب، ولما يتم التشخيص، هناك مجموعة من المسائل التي يجب معرفتها، هي سن الشخص، وهل لديه زيادة في الوزن، هل يعاني من الكوليسترول، أم يعاني من السكري، أم هما معا، وهل لديه سوابق طبية، ووراثية، لكون هذه العوامل كلها لها تأثير على القلب والشرايين. الشيء الذي يجعل معالجة الضغط الدموي، مسألة ضرورية ومستعجلة لكونه مرضا قاتلا وصامتا، ولا يعطي علامات، ولما يعطي علامات فهو يعطي علامة على ضعف القلب، أو جلطة قلبية، أو جلطة دماغية أو الضعف في الكلي، شلل نصفي، انسداد واختناق في عروق القلب، انتفاخ في القلب، ومرض العروق، وكلما كثر ارتفاع في الضغط الدموي، كلما كانت المضاعفات كثيرة، وكلما انعدم العلاج والمراقبة، تحصل هذه المضاعفات الكثيرة.

أهم النصائح وطرق العلاج التي تقدمونها للمغاربة وللأشخاص المرضى بارتفاع الضغط الدموي؟

أهم النصائح التي يمكننا تقديمها هو نقصان ملح الطعام، وأن تكون أقل من 6 غرامات في اليوم، وخصوصا الملح التي تكون مختفية مثل ملح المواد الغذائية المعلبة، كالسمك المعلب، واللحوم المصبرة (les charcuterie)، والأجبان، مع تجنب ملح الطاولة  والعمل على إنقاصها قدر الإمكان، الانقطاع التام عن التدخين، والعمل على الإنقاص في الوزن، وضرورة ممارسة الحركة، على الأقل 30 دقيقة في اليوم خلال 3 أيام في الأسبوع، تناول الخضر والفواكه وتجنب الانفعالات والقلق، لكون القلق يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي.

ما هي طرق العلاج التي تقدمونها في حالة الإصابة بارتفاع الضغط الدموي؟ وما هي أهم طرق الوقاية؟

 بالنسبة للعلاج، نقدم أدوية لمدى الحياة، وهي غالبا تؤخذ في الصباح مع وجبة الإفطار، وذلك لأن مرض الضغط الدموي، هو مرض مزمن ويكون مدى الحياة، وهو يبتدئ انطلاقا من 40 سنة، ولا يتم العلاج منه بشكل نهائي، ولهذا لا يجب التوقف عن تناول هذه الأدوية الخاصة بارتفاع الضغط الدموي، لأن هدفنا الأساسي من هذه الأدوية هو أن يكون الضغط الدموي 13 على 8، وأن يكون أقل من 14 على 9، وأن يكون هذا العلاج عند جميع الناس، وخصوصا لدى الأشخاص المسنين، لأنهم الأكثر عرضة للجلطات القلبية والجلطات الدماغية.  وبالنسبة للساكنة المغربية، والمغاربة، فارتفاع الضغط الدموي يلاحظ أنه يقاس أولا ب 1 على 3، ابتداء من سن 40 عاما، وأنه يؤدي إلى جلطات قلبية ودماغية، قاتل صامت، وبالتالي فابتداء من سن 40 سنة، لابد على الفرد أن يزور الطبيب، وأن يهتم للمسائل الضرورية التي تتعلق بصحته، وأن ينتبه على الأقل لأربعة مسائل ،هي الانتباه للضغط الدموي الخاص به، وأن يقيسه على الأقل مرة في السنة، وأن يعرف نسبة الكولسترول والسكر لديه، وأن يعرف قياس وزنه، فهذه نقط مهمة، يجب عليه معرفتها، وإذا كان هناك تشخيص بارتفاع الضغط الدموي لديه، فيجب عدم الاكتفاء بالمتابعة الآنية، وإنما عليه بالمتابعة الطويلة والمستمرة ولمدى الحياة، إذ يحب عليه أخذ دوائه بدون انقطاع، حيث هناك من يعاني من ارتفاع الضغط الدموي وينقطع عن أخد الدواء، وفي هذا خطورة عن صحته، حيث هناك تأثير على المدى البعيد، وهناك من الأشخاص من يأخذون الدواء، ولكن في حالة اعتدال الضغط الدموي لديهم يتوقفون عن أخد الدواء، في حين أن الضغط الدموي لا يعالج، وسرعان ما يرتفع الضغط من جديد، وأيضا هناك أشخاص مصابون بارتفاع الضغط الدموي، وهم يحرصون على أخد أدويتهم ضد ارتفاع الضغط الدموي، ولكنهم يستمرون في التدخين، ويكون السكر عندهم غير معتدل وتكون لديهم زيادة في الوزن، ومع ذلك يتناولون السكريات وملح المائدة، وهذا خطأ.  حيث إذا أردنا معالجة ارتفاع الضغط الدموي فعلينا القيان بمجموعة من المسائل التي تواكب أخذ الأدوية، كضرورة نقص الملح، نقص الزيادة في الوزن، الحركة وعدم التدخين، وبذلك تبقى أحسن وقاية هي العلاج وعدم التدخين، وممارسة الرياضة، وتناول الخضر والفواكه.