mercredi 23 décembre 2020

الخوف من الناس.. هل من حلول؟

 



حياة البدري

 يعتبر الخوف من الناس أحد أشكال الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا، وهو الخوف المستمر والمفرط من الناس أو المجتمع، وتسمى أنثروبوفوبيا (Anthropophobia)، حيث هناك الكثير من الناس الذين يميلون إلى الحساسية من شخصياتهم بشكل مفرط، وهناك من الأشخاص الذين يرتبكون أمام الآخرين، الذين يفكرون طويلا فيما طرأ لهم من أحداث ومواقف، وقد ينفعل البعض منهم لدرجة ارتجاف بعض عضلاتهم، نتيجة شدة الارتباك، ويفسر بعض أطباء النفس هذه الحالة عند بعض الناس بأنها حساسية شديدة تنجم عن طبيعة التربية والمعاملة داخل أسرة هؤلاء الأشخاص في فترة المراهقة، ويقر العديد من المختصين بعدم وجود علاج خاص بهذا النوع من الخوف أو الرهاب، وإنما يوجد علاجات للفوبيا واضطرابات القلق بشكل عام، وتختلف هذه العلاجات اعتمادا على النوع، والفرد، وشدة الخوف.

وتكمن أهم العلاجات التي يتم من خلالها علاج الفوبيا أو الرهاب في:

 العلاج بالتعرض

 ينبني هذا العلاج على تعريض الشخص الذي يعاني الخوف من الناس إلى الشيء أو الحالة التي تسبب له الخوف بشكل متكرر، أو بشكل تدريجي، بتعريضه للحالة بشكل تخيلي، أو بشكل مباشر وطبيعي، مع الاستمرار في هذا العلاج حتى لو لم تظهر ردة فعل الخوف التي تحدث عادة.

العلاج المعرفي

 يعتمد العلاج المعرفي على تحديد الأفكار التي تسبب القلق والخوف للشخص، والعمل على استبدالها بأفكار عقلانية ومنطقية أكثر، ولكن حسب مركز العلاج ودراسة القلق التابع لجامعة بنسلفانيا، يبقى هذا النوع من العلاج لا يجدي نفعا مع الأشخاص الذين لديهم خوف من شيء محدد، لأنهم يدركون أسباب خوفهم.

الاسترخاء

 التدريب على الاسترخاء مفيد للأفراد الذين يعانون من القلق والتوتر، خاصة للأشخاص الذين يعانون من فوبيا أو رهاب معين، ويمكن أن يساعد على الحد من ردود الفعل العاطفية والجسدية الناجمة عن الخوف، وتطوير مهارات التكيف مع الخوف، وذلك إما للتغيير أو لإعادة توجيه ردة الفعل، ويشتمل هذا النوع من العلاج على عدة وسائل: كالتنويم المغناطيسي، تمارين التنفس، والتمارين الرياضية، فلما تشعر بمواجهة الناس، وبخوفك وارتباكك، مارس بعض تمارين الاسترخاء البسيطة، كالقيام بالتنفس العميق وبشكل بطيء، فهذا التمرين سيساعدك على تلاشي أعراض الخوف والارتباك، وسوف تتشجع على مواجهة الناس.

الأدوية

 تعد الأدوية علاجا جيدا للأشخاص الذين يعانون من فوبيا أو خوف من شيء معين، كالخوف من الناس، أو التحدث أمام الجمهور، فقد يكون من المفيد استخدام الأدوية المضادة للقلق، ومانعات بيتا، ولكنها قد لا تكون آمنة لجميع الأشخاص، مما يستوجب استشارة الطبيب.

العلاج

 يستجيب الأشخاص الذين يعانون من الخوف أو الفوبيا من الناس، بشكل جيد لمجموعة متنوعة من أساليب العلاج، حيث تعتمد فترة ومدة العلاج على المرحلة التي يتم فيها اكتشاف الخوف، فعندما يتم اكتشافه في المرحلة المبكرة، فالعلاج لا يتضمن سوى عدد قليل وقصير من الجلسات العلاجية، والتي يتم فيها تعلم استبدال أفكار الخوف والقلق بأفكار إيجابية، في حين إذا كان الخوف في مرحلة متقدمة، فالعلاج قد يستغرق مزيدا من الوقت، وقد يحتاج الشخص إلى قضاء عدة جلسات يتعلم فيها كيفية تحمل التعامل مع المعالج قبل التمكن من التقدم إلى العلاجات الأخرى.

نصائح وقائية لمجابهة الخوف من الناس

تخطي شبح مراقبة الناس لك، وذلك من خلال التفكير بكون الناس منشغلة عنك ولديهم ما يكفي من الهموم الخاصة بهم، وليس لهم وقت لمتابعة أمورك والانشغال بك، فالناس ليسوا بخصمك، وأنت تريد الانتصار عليهم، فهم غير متأهبين لمهاجمتك، فلا تأخذ دور البطل الذي يريد التخلص منهم، فهذه الطريقة متغطرسة، وأنت لست محط أنظارهم بشكل دائم، فهذا النوع من التفكير سيخفف من ارتباكك أمامهم، وسيمكنك من اجتياز عقبة مواجهتك لهم.

التقرب من الناس ولو بشكل بسيط، أكيد أن محاولتك الأولى سوف تكون صعبة شيئا ما، وسوف تلاحظ أن الأمر سيصبح أبسط بشكل كبير مما كنت تتوقع، وباقترابك خطوة، خطوة لمواجهة الناس، فسوف تتعلم الجرأة، وتخرج مما أنت فيه من خوف وارتباك، وللتخفيف من حدة الشعور بالخوف اتجاه مجموعات الناس، يجب التحلي بالجرأة للانخراط ضمن أفرادها، وذلك من خلال البحث عن النقاط والخصال الجيدة الموجودة في هذه المجموعة والتركيز عليها، أو البحث عن أي من الاهتمامات المشتركة بينك وبين المجموعة والعمل على إبرازها.

  تحدث مع الغرباء، وأنت مبتسم الوجه، واعتبر أن ليس هناك أشياء ستخسرها بل بالعكس ستشعر بالارتياح والإحساس الممتع، وأنت لست بحاجة إلى البحث عن أشخاص للحديث معهم، فيمكنك القيام بفتح حديث مهذب ومرح مع الشخص الذي يجلس بجوارك، في أماكن عامة كالمنتزهات، الجامعات، المستشفيات، سواء بالحديث حول الأستاذ الجامعي أو أحد الأطباء أو العاملين بالحديقة وغيرها، فالمهم أن تفتح الحوار وتكسر الحاجز مع الناس وتتخطاه. واعلم أن حديثك مع الناس الغرباء سينتهي بشكل مرح، ومع كسرك الحاجز مع الأشخاص الذي لا تعرفهم، سوف ستكون مواجهتك للذين تعرفهم ويعرفوك مسألة بسيطة، وسوف تسقط  حاجز الرهبة والخوف بالتعود على محاورة الناس. 

أرسم تصورا جديدا عن نفسك، يتسم بالسلوكيات الجريئة والعناصر الايجابية، التي ستمكنك من التحول من شخصية منطوية إلى شخصية جريئة، وتسعى إلى امتلاك العناصر الأكثر جرأة، مع البحث عن عدد من الشخصيات التي يمكن الاقتداء بها في مجال الجرأة ومحاولة تقليدها والاحتفاء بها، سواء كان ذلك من خلال لقائها بشكل شخصي أو القراءة عنها

الشعور بالأمان مع النفس والتركيز على نقاط قوتك، فهذا الشعور المصحوب بالتركيز على النقاط الإيجابية ونقاط القوة الموجودة فيك ، ومحاولة إظهارها وإبرازها أمام الآخرين، سيساعد في تكوين علاقات وثيقة معهم، كما سيمنحهم الشعور بالأمان والاسترخاء أثناء التعامل معك، وتحديد نقاط القوة لا يشترط أن يكون الشخص ماهرا في كل ما يقوم به أو قادرا على فعل كل شيء، حتى يتحول إلى شخصية واثقة وجريئة، فتقدير النفس وتحديد نقاط قوتها ومعرفة نقاط ضعفها، يكفيك لاكتساب الجرأة أثناء التعامل مع الناس، فالشخصيات التي تدرك قيمتها هي شخصيات قادرة على تحمل الضغط وتحدي الشعور بالفشل، وقادرة على تجربة أمور جديدة وتحقيق أهداف أكثر مما يتوقع