lundi 18 janvier 2021

د حسناء أجروج: % 50 من النساء يحتجن للعلاج النفسي بسبب العنف الزوجي

 

 +                           طبيبة نفسانية

 حاورتها: حياة البدري

كيف يمكنكم تعريف العنف؟ ومن هي الفئات الأكثر تضررا منه؟

العنف ظاهرة عالمية منتشرة، ومثل الاعتداء على السلامة الجسدية أو النفسية للفرد وهو كل ما يضر بالآخرين بالكلام أو الضرب أو الإكراه، وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فهو الاستخدام المتعمد أو التهديد بالاستخدام المتعمد للقوة ضد شخص آخر أو ضد مجموعة أو مجتمع، مما يتسبب أو يحتمل أن يؤدي إلى صدمة، ضرر معنوي، ضعف أو نقص في النمو (لدى الأطفال) أو وفاة، ويعد العنف ثالث سبب رئيسي للوفاة بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 سنة، ويشكل العنف ظاهرة عالمية تشمل عدة أنواع، كالعنف الجسدي، النفسي، الجنسي، المادي، دون أن ننسى العنف اتجاه الأشخاص المسنين و الأطفال، وحسب المفوضية العليا للتخطيط سنة 2009، أن 35,3% من النساء قد تعرضن للعنف الجسدي في فترة من الحياة، وغالبا ما يمارس العنف داخل العائلة، الأسرة و في المؤسسة الزوجية، وحسب وزارة الصحة سنة 2013، أن 80% من حالات العنف تم تسجيلها بين الأزواج، ويبقى الأشخاص الأكثر عرضة للعنف هم النساء و الأطفال.

ما هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفشي العنف ببلدنا؟

أسباب العنف عديدة ومتنوعة، منها ما هو متعلق بالفرد أو الشخص كتعاطي المخدرات، اضطرابات في الشخصية، تعرضه للعنف منذ طفولته فيصبح سلوكه عنيفا في الكبر، فالطفل الذي اعتاد أن يرى والده يعامل أمه بقسوة يشعر أن ذلك أمر طبيعي، ونفس الشيء بالنسبة للفتاة، يصبح التعرض للعنف شيئا اعتياديا ثم أسباب متعلقة باضطرابات نفسية، وأخرى اجتماعية متعلقة بالعادات والتقاليد الخاطئة، الفقر والبطالة.

ما هي في نظركم أهم الآثار النفسية التي يمكن أن تعيشها المرأة نتيجة العنف الممارس عليها ؟

في الواقع، تعيش النساء المعنفات حالة نفسية جد متوترة تنتج عنها عدة آثار أبرزها فقدان الثقة بالنفس، القلق والتوتر المتعلق بالانفصال ورحيل الزوج وما يترتب عنه من مسؤولية الأطفال ومسؤولية فشل العلاقة الزوجية، ضغط المحيط الذي تعيش فيه المرأة (اللوم، المعاتبة...) تحمل المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية والعائلية، دون أن ننسى غياب الدعم من طرف العائلة والأصدقاء والدعم القانوني، وكل هذه العوامل تؤثر سلبا على الصحة النفسية للمرأة المعنفة.

 ما هي أهم النتائج السلبية للعنف الزوجي على الحالة النفسية للمرأة وأطفالها؟

حسب العديد من الدراسات، ينتج عن العنف تأثيرات سلبية عديدة على الصحة النفسية للنساء، من بينها اضطراب في النوم، التفكير بالانعزال وتفادي العلاقات الاجتماعية، ظهور أعرض قلقية وحالات الاكتئاب ثم اضطرابات في السلوك خصوصا العصبية والانفعالية، وقد لوحظت هذه التأثيرات النفسية عند حوالي 3/4 من النساء المعنفات، ووجد أن حوالي 50% من النساء قد احتجن إلى العلاج. وينجم عن العنف عدة أخطار صحية، أبرزها الاتجاه الذي قد ينتج عنه فقدان الحياة، سواء عن طريق القتل أو الانتحار، وحسب منظمة الصحة العالمية فحالات الاكتئاب والتعاطي للكحول ومحاولات الانتحار مرتفعة لدى هذه الفئة، كما يؤثر العنف في الوسط الزوجي، على الأطفال أيضا، حيث إن الطفل الذي ينشأ في وسط أسري يسوده العنف، يعيش عدة اضطرابات من بينها الاضطرابات القلقية، تراجع في المردود الدراسي، حالات الاكتئاب، ضعف التقة في النفس، اضطراب في النوم و المعاناة من الكوابيس، واضطراب في السلوك (ظهور عنف تجاه زملائه، عدم الانصياع لأوامر أمه...)، وتجدر الإشارة إلى أن هناك احتمالا كبيرا في إنتاج نفس العنف مستقبلا، من قبل هذا الطفل باعتبار العنف سلوك معدي، ومن المحتمل جدا أن يمارس العنف وينتج أيضا نفس السلوك.

كيف نعالج أو نساعد الشخص أو المرأة المعنفة؟

أولا، الشخص المعنف يكون في حالة نفسية جد صعبة ومتأزمة، وهو بالتالي يحتاج إلى الدعم من جميع النواحي: أولا، يجب استقبال الشخص والقيام بفحص طبي مع تقرير للحالة الجسدية، في بعض الحالات إعلام السلطات، ثم توجيهه سواء إلى المساعدة الاجتماعية، أو مختص نفسي، ومرافقة الضحية و تقديم الدعم، المساعدة ومعرفة المعلومات التي قد نحتاجها، حيث نقوم بتقييم الحالة النفسية من أجل تحديد إن كان يحتاج إلى العلاج بالأدوية أو المرافقة النفسية، كما يجب أيضا تشجيعه ومنحه الشعور بالأمان والثقة بالنفس، دون أن ننسى توجيهه إلى الجهات التي يمكن تقديم المساعدة على المستوى القانوني.

 ما هي في نظركم أهم طرق الوقاية من العنف ومن آثاره على الصحة النفسية والخروج من دائرته؟

أولا يجب على النساء المعنفات الخروج من دائرة الصمت، والتكلم عن العنف الذي تتعرضن له، كما يجب القيام بتوفير وحدات الاستماع والمساعدة الاجتماعية سوءا في المستشفيات أو الجمعيات التي تنشط في هذا المجال من أجل الاستماع لهاته الفئة وتوجيههن للبحث عن أسباب هذا السلوك العدواني ومعالجته، لأنه قد يكون ناتج عن اضطراب نفسي، ومساعدة النساء على توفير استقلال مادي و اجتماعي يجعل المرأة تحس بنوع من القوة والدعم، كما أنه يجب توعية المجتمع حول قيمة المرأة في المجتمع و أنه غير مسموح أن تمارس عليها أفعال عنيفة، وبأن لديها حقوق وعليها واجبات تماما كالرجل.