أنواع الصداع النصفي وعلاماته التحذيرية
إعداد: حياة البدري
الشقيقة أو الصداع النصفي هي اضطراب معقد، يعاني المصاب به من نوبات متكررة من الصداع، تحدث غالبا في أحد جانبي الرأس فقط، ويترافق هذا الصداع مع عدة أعراض أبرزها الغثيان، القيء والحساسية للضوء واضطرابات وزيادة الحساسية تجاه سماع الأصوات أو التعرض إلى الضوء.
يبدأ صداع الشقيقة كصداع خفيف، ثم يتطور إلى ألم نابض شديد، وقد ينتقل من جهة لأخرى في الرأس كما قد يصيب كامل الرأس، وتدوم نوبة الشقيقة غالبا من 4 ساعات حتى إلى 3 أيام ونادرا ما تدوم أكثر من ذلك، ويمكن أن تتكرر عدة مرات خلال الأسبوع لدى بعض الأفراد، في حين تحصل هذه النوبات لدى البعض الآخر مرة كل بضع سنوات، وتكون الشقيقة أكثر شيوعا عند النساء، وهي تصنف بشكل عام من المشاكل الصحية التي يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب.
علامات تحذيرية
يعاني بعض المصابين بالشقيقة من ظهور بعض العلامات التي تعرف بالهالة، قبل حدوث نوبة الشقيقة أو بالتزامن مع حدوثها، وهي علامات تحذيرية تنبئ المصاب باقتراب حدوث نوبة الشقيقة، وتتمثل الهالة بالمعاناة من اضطرابات بصرية، كرؤية بقع معتمة أو ومضات ضوئية، أو قد تتمثل بحدوث اضطرابات أخرى كصعوبة التحدث أو المعاناة من وخز أو تنميل في جهة واحدة من الوجه أو اليد أو الساق، وتبلغ نسبة الانتشار الحالي لاضطراب الشقيقة، حسب منظمة الصحة العالمية نسبة 10% حول العالم.
أعراض وجيهة
توجد مجموعة كبيرة من الأعراض التي ترافق الشقيقة، وليس من الضروري حدوث كل الأعراض عند المصاب، وتكمن أبرز أعراض الشقيقة أو الصداع النصفي في: الصداع النابض الذي يبدأ كصداع قليل ويتطور إلى ألم نابض، ويتفاقم الألم بالنشاط الفيزيائي، وقد ينتقل من جهة لأخرى في الرأس، ويمكن أن يصيب الجبهة أو يشعر المريض به وكأنه يشمل كامل الرأس، حيث تكون هناك الحساسية للضوء والضجيج والروائح، الغثيان والتقيؤ وألم البطن، فقدان الشهية، الإحساس بالحرارة الشديدة أو البرودة، الشحوب والتعب، الدوخة وتشوش الرؤية، الإسهال، الحمى في حالات نادرة.
تواتر الشقيقة
تمتاز الشقيقة أو الصداع النفسي بمجموعة من الأنواع، أبرزها الشقيقة الكلاسيكية أو الشقيقة المعقدة أو مع الهالة، الشقيقة بدون هالة، الشقيقة الصامتة وغيرها، ويعرف تواتر الشقيقة اختلاف بشكل واسع بين الأشخاص، ومن الشائع أن يعاني مريض الشقيقة من ( 2-4) هجمات في الشهر، وقد يحدث الصداع عند البعض كل عدة أيام، في حين يحدث لدى الباقي من (1-2) مرة في السنة.
أوجه الاختلاف بين أنواع الشقيقة
تختلف الشقيقة الكلاسيكية أو الشقيقة المعقدة أو ما يسمى بالشقيقة مع هالة، عن الشقيقة الشائعة أو ما يسمى الشقيقة بدون هالة، من خلال كونها تبدأ بحدوث الهالة التي تنذر بالنوبة، وهي تستمر لفترة زمنية تتراوح بين (15 و30) دقيقة، وتتضمن غالبا حدوث اضطرابات وتغيرات في الرؤية وإمكانية الفقدان المؤقت لجزء من الرؤية، ومرافقة الشعور بالضعف في جهة واحدة من الجسم، أو حدوث اضطراب في التواصل مع الآخرين، ومعاناة المصاب من آلام الرأس، تتركز في جهة واحدة أو في كلتا الجهتين، وأحيانا قد يتزامن حدوث هذه الآلام مع الهالة أو قد لا تحدث أصلا، في حين تحدث الشقيقة الشائعة (بدون هالة)، ويحدث هذا النوع من الشقيقة لدى معظم المصابين، وقد يحدث هذا النوع ببطء مقارنة بالشقيقة الكلاسيكية، ويستمر لفترة أطول، إضافة إلى تأثيره بشكل أكبر في قدرة الفرد على ممارسة الأنشطة اليومية، وقد يحدث الألم في جهة واحدة فقط من الرأس..
شقيقة صامتة.. شبكية وفالجية
ما يميز الشقيقة الصامتة (الشقيقة دون ألم بالرأس)، هو حدوثها دون الشعور بألم الرأس، أو على الأقل لا يشعر المصاب بآلام الشقيقة المعتادة حول العينين، في حين يشعر المصاب بأعراض الشقيقة الأخرى، وقد تتضمن وجود مرحلة الهالة، ويمكن للمصاب بالشقيقة الصامتة أن يشعر بحساسية تجاه الإضاءة والصوت كما في غيرها من الأنواع، في حين تعد الشقيقة الفالجية، بكونها نوع نادر الحدوث، وهي تشبه السكتة الدماغية، حيث يعاني المصاب من ضعف مؤقت في جهة واحدة من الجسم، ويمكن أن يؤثر هذا الضعف في الوجه والذراع أو الساق، وقد يستمر ذلك لفترة زمنية تتراوح ما بين ساعة إلى أيام، وغالبا ما يتلاشى خلال 24 ساعة، وقد يحدث ألم الرأس قبل أو بعد ذلك، أما الشقيقة الشبكية، أوالشقيقة العينية، فهي تتسبب بفقدان مؤقت للبصر في عين واحدة، والذي يعد شكلا خاصا من أشكال الهالة، ويمكن أن يستمر ذلك من دقيقة واحدة إلى عدة أشهر، وعادة ما يستعيد المصاب نظره الطبيعي بشكل كامل، وقد يكون هذا النوع من الشقيقة عرضا لحالة أكثر خطورة من ذلك، وتجدر مراجعة الطبيب في حال الإصابة بها.
أسباب الشقيقة
السبب الدقيق وراء حدوث الشقيقة غيرمعروف، ويعتقد أغلب الباحثين أن حدوث تغيرات غير طبيعية في مستويات مواد معينة يتم إنتاجها في الدماغ بشكل طبيعي هوما يسبب المعاناة من نوبة الشقيقة، إذ يمكن أن يؤدي ارتفاع نسب هذه المواد إلى حدوث التهاب ينتج عنه تورم الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى إحداث ضغط على الأعصاب القريبة من هذه الأوعية والتسبب بالشعور بالألم، ومن ناحية أخرى توجد علاقة تربط بين الجينات وحدوث الشقيقة، فقد يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة جينات غير طبيعية مسؤولة عن التحكم بوظائف خلايا دماغية معينة بالشقيقة، وبذلك يبقى السبب الحقيقي وراء الشقيقة غير معروف لكن يربط العلماء الشقيقة مع تبدلات في الدماغ إضافة إلى الأسباب الوراثية، حيث تزداد فرصة الإصابة بالشقيقة عند من لديهم تاريخ عائلي، وتبين أن 90% من مصابين الشقيقة يعاني أحد آبائهم منها، ويرى بعض المختصين أن الشقيقة تترافق وبعض الحالات سريرية بشكل شائع أهمها: الربو، متلازمة التعب المزمن، ارتفاع ضغط الدم، السكتة، اضطرابات النوم.
مثيرات الشقيقة
تثار العديد من حالات الشقيقة بعوامل خارجية ، تشمل مثيرات محتملة تكمن في الشدة العاطفية، حيث تعتبر الشدة العاطفية أكثر المثيرات شيوعا في الشقيقة، حيث يتأثر الأشخاص المصابون بالشقيقة بشدة بالحوادث المسببة للضغط النفسي، وخلال هذه الحوادث تتحرر مواد كيماوية معينة في الدماغ لمواجهة الموقف، ويمكن لتحرر هذه المواد أن يؤدي لحدوث التبدلات الوعائية المسببة للشقيقة، حيث أن التبدلات العاطفية المرافقة للكرب مثل القلق والإثارة والتعب قد تثير التوتر العضلي وتوسع الأوعية الدموية وهذا يؤدي لزيادة شدة الشقيقة، ثم الحساسية لمواد كيماوية معينة والمواد الحافظة للأطعمة، إذ أن بعض الأطعمة والمشروبات كالجبن المعتق والمشروبات الكحولية والمواد المضافة للأطعمة مثل النيترات الموجودة في «الصوصيص» واللحوم قد تكون مسؤولة عن إثارة الشقيقة عند 30% من المرضى، والكافيين، إذ أن تناول الكافيين الشديد يؤدي إلى حدوث الصداع عندما يهبط مستوى الكافيين بسرعة، حيث تصبح الأوعية الدموية حساسة للكافيين بحيث يؤدي عدم تناوله لإثارة نوبة الصداع، وأيضا بسبب ما يحدث من تبدل في الطقس، حيث يثير الجو البارد أو تبدلات الضغط الجوي أو الرياح العاصفة أو تبدلات الارتفاع الشقيقة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تعمل على إثارة نوبة الشقيقة، والتي تكمن في فترات الطمث عند النساء، التعب الشديد، إهمال تناول إحدى الوجبات وتبدلات نمط النوم.