lundi 26 juillet 2021

د كريمة خبتو.. السمنة واللحوم الحمراء أحد أسباب ألياف الرحم

                                 

حاورتها: حياة البدري

 
ما هو الورم الليفي في الرحم؟  

 الورم الليفي في الرحم هو ورم حميد وعادة غير خطيرة إلا في وجود أعراض مرضية يتم إهمالها، والأورام الليفية لا تتحول إلى أورام خبيثة أو سرطانية حيث إنها تنمو داخل الرحم فقط ولا تنتشر في باقي أجزاء الجسم. وللأورام الليفية في الرحم مسميات كثيرة تختلف من دولة عربية لأخرى منها: ألياف الرحم ـ تليف الرحم ـ الورم الليفي الحميد بالرحم ـ عقد الرحم الليفة أو اللوفة الرحمية.

هل هناك سن محدد لظهور هذه الأورام الليفية لدى النساء؟
 يعتبر الورم الليفي في الرحم من أكثر الأورام حدوثا في منطقة الحوض لدى المرأة أثناء فترة الحيض وتصيب تليفات الرحم حوالي 30 إلى 50٪ من السيدات البالغات وهي نسبة مرتفعة للغاية، تزداد هذه النسبة بين السيدات ذوي الأصول الأفريقية أو البشرة السمراء، ويمكن ظهور الورم الليفي في أي وقت بعد بلوغ الأنثى وحتى انقطاع الطمث، ونادرا ما تظهر ألياف الرحم قبل سن العشرين لدى الفتيات (عادة تظهر فوق سن الثلاثين) وقلما تستمر الأعراض بعد الوصول لسن اليأس وانقطاع الدورة الشهرية.

ما هي أنواع وأماكن الورم الليفي أو ألياف الرحم؟

تنقسم ألياف الرحم أو الأورام الليفية إلى أنواع، وذلك حسب أماكن وجودها أو مكان نموها داخل أو خارج جدار الرحم، والذي يؤثر فيما بعد على إمكانية حدوث أضرار أو أعراض مرضية ونوع هذه الأعراض: ورم ليفي في جدار الرحم، ورم ليفي داخل تجويف الرحم (ينمو تحت بطانة الرحم أو تجويف الرحم) وورم ليفي خارج جدار الرحم أو تليف خارج الرحم (ينمو في تجويف البطن) يمكن تواجد أكثر من ورم ليفي في أماكن مختلفة في رحم واحد، قد تصل إلى امتلاء الرحم بالألياف وحدوث تليف كامل بالرحم، وفي بعض الأحيان يتدلى الورم الليفي مثل الثمرة إما داخل تجويف الرحم أو خارج الجدار العضلي (في بعض الأحيان فوق الرحم نفسه).

ما هي أسباب حدوث أو تكون الأورام الليفية في الرحم؟
لا توجد أسباب علمية معروفة أو سبب محدد لتكون الورم الليفي أو التليف الرحمي ولكن توجد بعض العوامل التي تزيد من فرصة ظهور ونمو هذه الأورام الليفية الحميدة مثل:    العامل الوراثي، حيث تبين وجود جينات وراثية تزيد من فرصة حدوث الأورام الليفية لدى بعض السيدات، خاصة إذا كانت من أصول إفريقية (صاحبات البشرة السمراء) أو إذا كانت الوالدة أو الجدة قد أصبن بنفس هذه المشكلة ويمكن أن يكون هذا أحد السباب ألياف الرحم، ثم عامل السن، حيث تزيد فرصة ظهور أو حدوث الأورام الليفية في الرحم، عند النساء اللواتي يبلغن ما بين سن 35 و50 سنة، ثم عامل الهرمونات، إذ إن الأورام الليفية، لديها حساسية خاصة لهرمون الأستروجين الأنثوي أكثر من الخلايا العضلية الطبيعية في الرحم، نظرا لوجود عدد أكبر من مستقبلات هذا الهرمون في هذه الألياف، ولذلك يتضاعف حجمها بسرعة أكبر من خلايا الرحم الطبيعية، وبالأخص أثناء فترة الحمل، وأيضا تغير أو ارتفاع مستوى الهرمونات الأنثوية لدى المرأة وبالأخص أثناء محاولات تنشيط المبايض، مما قد يزيد من سرعة نمو الأورام الليفية للرحم. ومن الغريب أن بعض الأورام الليفية يتقلص حجمها أثناء الحمل لأسباب غير معروفة، وقد يرتبط أيضا تأخر سن الزواج بزيادة فرص تكون الورم الليفي الرحمي، نظرا لعدم تعرض الرحم لهرمون البروجيسترون، الذي يتم إفرازه بكثرة أثناء فترة الحمل، وتعتبر السمنة (زيادة الوزن) والإكثار من تناول اللحوم الحمراء في بعض النظريات الطبية، من أسباب ألياف الرحم حيث يرتبطان بارتفاع احتمالات الإصابة بالأورام الليفية للرحم، وذلك لأن السمنة ترفع مستوى هرمون الأستروجين بالدم، كما تزيد من فرصة حدوث النوع الثاني لمرض السكر (السكري) الذي يصاحبه زيادة في كمية الأنسولين وهو هرمون منشط للنمو.

هل يمكن منع تكون الورم الليفي في الرحم أو الوقاية منه؟

نظرا لعدم وجود سبب معروف ومثبت لمشكلة تليف الرحم وتكون الورم الليفي لا يوجد حتى الآن وسيلة أو علاج يمكن من خلاله تجنب أو منع حدوثه. ولكن مؤخرا ظهرت دراسة طبية حديثة أجراها باحثون في المعهد الوطني لعلوم الصحة والبيئة في واشنطن على أكثر من 1000 سيدة في سن ما بين 35 و49 عاما، وتوصلت الدراسة إلى أن وجود مستويات كافية من «فيتامين د» لدى السيدات يخفض من فرص الإصابة بألياف أو تليف الرحم عند المقارنة بالسيدات اللواتي لديهن نسب منخفضة من نفس الفيتامين في الجسم.