أهمية الهرمونات والغدد المنتجة لها
إعداد: حياة البدري
الهرمونات هي مواد كيميائية في الجسم تسافر في مجرى الدم إلى جميع أعضاء وأنسجة الجسم، لا يمكننا رؤيتها بالعين المجردة، يتم إنتاجها في الغدد الصماء، وهي تتحكم في معظم الوظائف الجسدية الرئيسية، وذلك انطلاقا من الاحتياجات الأساسية البسيطة، كالجوع إلى الأنظمة المعقدة كالتكاثر، وحتى العواطف والمزاج.
أهمية الهرمونات في جسمك
يتكون جسم الإنسان من شبكة معقدة من الأوعية الدموية والشعيرات الدموية وغيرها من المكونات الضرورية، التي تتفاعل وتتواصل مع الدماغ لضمان الأداء الطبيعي للجسم، وتعد الهرمونات أحد االمكونات الهامة بالجسم، حيث يتم إنتاجها في غدد تقع في مناطق مختلفة من الجسم، إذ هناك العديد من الغدد التي توجد في جميع أنحاء الجسم، حيث تنتج كل غدة هرمونات محددة مصممة لتنفيذ وظائف معينة. ويعد التمكن من فهم ومعرفة الهرمونات الرئيسية بأجسامنا وطبيعة عملها، من الأساسيات للحفاظ على صحتنا بشكل أفضل.
أهم الغدد التي تدير الهرمونات بأجسادنا
للتعرف عن ماهية الهرمونات بشكل أفضل، لابد من التعرف على بعض الغدد الرئيسية التي تعمل معا لإنتاج وإدارة الهرمونات الرئيسية بالجسم، والتي هي كالتالي:
غدد الهيبوتلاموس: وهي مسؤولة عن درجة حرارة الجسم والجوع والحالات المزاجية، العطش، والنوم وممارسة الجنس.
الغدة الدرقية: وهي تحتوي على الهرمونات المرتبطة بحرق السعرات الحرارية ومعدل ضربات القلب.
غدد جارات الدرقية: وهي غدد تتحكم في كمية الكالسيوم بالجسم.
الغدة الصعترية: وهي تلعب دورا في تعزيز وظيفة الجهاز المناعي.
غدة البنكرياس: وهي التي تنتج الأنسولين الذي يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم.
الغدة الكظرية: وتتحكم في الهرمونات المسؤولة عن القدرة الجنسية والكورتيزول، وهرمون الإجهاد.
الغدة النخامية: وهي تعتبر جزءا من الجهاز الغدي الصماوي، والذي يتكون من مجموعة من الغدد والأعضاء التي تنظم وتضبط العديد من وظائف الجسم، عن طريق إنتاج وإفراز الهرمونات، وبالتالي فالغدة النخامية تسيطر على عدد من الغدد الهرمونية الأخرى التي تحفز النمو.
الغذة الصنوبرية: وتسمى أيضا المهاد، وتنتج هذه الغدة مشتقات السيروتونين من الميلاتونين الذي يتحكم بالنوم.
غدة المبيضان: وهي تفرز الهرمونات الجنسية الأنثوية مثل هرمون الاستروجين، التستوستيرون والبروجسترون.
غدة الخصيتان: تنتج هرمون الذكورة التستوستيرون والحيوانات المنوية.
وظائف الهرمونات الرئيسية
تنتقل الهرمونات عبر مجرى الدم إلى الأنسجة، لتوصيل الرسائل المختلفة التي تخبر الأعضاء بما يجب فعله ومتى تفعل ذلك، لذا فهي مسؤولة عن العمليات الحيوية التالية: معدل التمثيل الغذائي والشهية، معدل ضربات القلب، النوم، الوظيفة الجنسية، المزاج ومستويات التوتر، درجة حرارة الجسم، النمو العام.
أدوار محددة
الهرمونات، مواد كيميائية، تنسق أنشطة الكائنات الحية ونموها، ويتم إفرازها بواسطة أنسجة خاصة في الجسم من خلال نظام الغدد الصماء، وهي تقوم بأدوار محددة داخل الجسم، حيث تعمل بعض هذه الهرمونات بسرعة لبدء عملية أو وقفها ، ويعمل بعضها باستمرار على مدار فترة زمنية طويلة لأداء وظائف ضرورية، وتشمل بعض هذه الوظائف، نمو الجسم وتطوره والتمثيل الغذائي (أو إنتاج الطاقة) والوظيفة الجنسية والتكاثر، فهي التي تحدد في جسمنا: النمو، الوزن، اللياقة البدنية، المزاج، السلوك، الهضم، الخصوبة، والصحة العامة، وتقريبا كل شيء، ويتم تسمية معظم الهرمونات باسم الغدة التي يتم إفرازها منها، وبعد ذلك يتم نقل الدم إلى أنسجة الجزء المطلوب، حيث تعمل على تنظيم معظم وظائف الجسم الفسيولوجية. وإذا ما حدث نقص أو زيادة في إنتاج الهرمونات، فيمكن أن يؤدي إلى اضطرابات هرمونية أو تأثير ضار على الصحة ووظائف الأعضاء، وللهرمونات قائمة هامة لكل منها وظائفها.
هرمونات الغدة الدرقية
الغدة الدرقية، هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في مقدمة قاعدة العنق بالضبط أسفل تفاحة آدم، وهي تطلق أساسا اثنين من الهرمونات، للمساعدة على السيطرة على عملية التمثيل الغذائي للجسم.
هرمون الأنسولين
يتم إطلاق هذا الهرمون من البنكرياس، حيث يسمح للجسم باستخدام الجلوكوز أو السكر من الكربوهيدرات في الطعام للحصول على الطاقة، كما يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم.
الأستروجين
الاستروجين، هرمون جنسي أنثوي يطلق من المبيضين، مسئول عن التكاثر والحيض وانقطاع الطمث، وزيادة الأستروجين في الجسم، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وسرطان الرحم، والاكتئاب، أما المستويات القليلة منه فتؤدي إلى حب الشباب، ترقق الجلد، وتساقط الشعر.
البروجسترون
يتم إنتاج هرمون البروجسترون في المبيضين، والمشيمة عند الحمل والغدد الكظرية، ويلعب دورا هاما في الحفاظ على الحمل، كما يساعد الجسم على الاستعداد للحمل وعلى الحمل وينظم الدورة الشهرية.
البرولاكتين
يطلق هذا الهرمون من الغدة النخامية بعد ولادة الطفل، ترتفع مستويات هرمون البرولاكتين خلال فترة الحمل.
التيستوستيرون: إنه هرمون الذكورة، يلعب دورا هاما في تطوير الأنسجة التناسلية للذكور، كما أنه يعزز الخصائص الجنسية الثانوية مثل زيادة كتلة العضلات والعظام ، ونمو شعر الجسم وما إلى ذلك.
السيروتونين: يعرف بكونه هرمون تعزيز المزاج، وهو مرتبط بالتعلم ، الذاكرة، تنظيم النوم، الهضم، ينظم المزاج، وبعض الوظائف العضلية، ويسبب انخفاض مستوى السيروتونين: الاكتئاب، الصداع النصفي، زيادة الوزن، والأرق.
الكورتيزول: يتم إنتاج هذا الهرمون من الغدة الكظرية، ويساعد فى السيطرة على الإجهاد البدني والنفسي، في حالة الخطر، فهو يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم والتنفس.
الأدرينالين: أو هرمون الطوارئ، والمعروف باسم هرمون الكر والفر، فهو يجعل ضربات القلب أسرع، ويزيد من تدفق الدم إلى الدماغ والعضلات، ويساعد الجسم على حرق السكر بسرعة، ليتم استهلاكه كطاقة، كما يعتبر ناقلا عصبيا للغدة الكظرية الواقعة فوق الكلى، استجابة للإجهاد الجسدي أو النفسي أي عند التعرض لأي حادث، أو عند الخوف والتوتر، فهي تفرزه عند تعرض الشخص لأزمة أو توتر أو خوف، وبالتالي فهذا الهرمون يحفز القلب لزيادة الخفقان بشكل أسرع، ويزيد من يقظة العقل، ويحدث تغييرات أخرى لإعداد الجسم لحالات الطوارئ، ويعد منبها للدماغ.
هرمون النمو: والمعروف أيضا باسم هرمون السوماتوتروبين، وهو في الأساس هرمون بروتين يحتوي على 190 حمض أميني يتم توليفه وإفرازه بواسطة خلايا في الغدة النخامية الأمامية، ويحفز النمو وتجديد الخلايا الاستنساخية وتعزيز الأيض.
اختلال الهرمونات في الجسم
عند معاناة الشخص من عدم التوازن الهرموني، يتعرض لمجموعة من الأعراض تكمن في: زيادة الوزن غير المبررة أو فقدان الوزن، التعرق غير المبرر أو المفرط، صعوبة في النوم، جفاف الجلد أو الطفح الجلدي، التغيرات في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، هشاشة العظام، التغيرات في تركيز السكر في الدم، زيادة العطش، التعب غير المبررة، العقم، عدم وضوح الرؤية، مما يتطلب زيارة الطبيب المختص قصد العلاج.
أسباب عدم توازن الهرمونات
ترجع أهم أسباب الاختلال الهرموني بأجسامنا إلى: التوتر المزمن أو الشديد، الإصابة بالنوع الأول والثاني من مرض السكري، قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية، سوء التغذية وزيادة الوزن، تناول الأدوية الهرمونية أو أدوية تحديد النسل، أورام الغدة النخامية، وجود مستويات عالية من هرمون الكورتيزول في الدم أو ما يسمى بمتلازمة كوشينغ، مرض أديسون المرتبط بمستويات منخفضة من الكورتيزول والألدوستيرون، العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي.