الدكتورة زهراء الوافي
كيف يمكنكم تعريف الإفرازات المهبلية؟
حاورتها: حياة البدري
تعتبر الإفرازات المهبلية في العادة من الأمور الطبيعية عند المرأة، حيث لا يسبب وجودها في الغالب أية مشاكل، بل إنها تساهم بدور مهم في الحفاظ على أنسجة الجهاز التناسلي للإناث، حيث تساعده في التخلص من الخلايا الميتة والجراثيم، إلا أنه من ناحية أخرى توجد إفرازات مهبلية غير طبيعية تتميز باختلاف شديد عن الإفرازات العادية في اللون أو اللزوجة وترافقها حكة أو ألم في المنطقة، وللتخلص منها لابد من استخدام مضادات حيوية أو فطرية، وتعرف الإفرازات المهبلية بكونها مادة مخاطية أو سائلة تخرج من المهبل، وتأتي من الأعضاء التناسلية الأنثوية.
ما هي أهم أسباب بروز هذه الإفرازات المهبلية لدى النساء؟
من الأسباب الأكثر شيوعا، والتي تدعو المرأة إلى عيادة الطبيب سواء (الطب العام أو المتخصص في أمراض النساء)، لمعرفة أسبابها وعلاجها، أسباب يمكن أن تكون نتيجة إفرازات طبيعية، أو مرضية ناتجة عن عدوى تحتاج إلى علاج.
كيف يمكن التعرف على أن هذه الإفرازات طبيعية؟
الإفرازات الطبيعية هي تلك الإفرازات التي تكون في الحالات الطبيعية، حيث تكون هناك إفرازات مخاطية، ينتجها عنق الرحم تحت تأثير الهرمونات، وهي تظهر في سن البلوغ وتختفي في سن اليأس، وهي تتغير حسب الدورة الشهرية، حيث تكون مرتفعة قبل الإباضة، لأن عنق الرحم يفتح وينتج هذا السائل، استعدادا لاستقبال الحيوان المنوي، أما خلال وسط الدورة الشهرية، فيكون السائل أبيض شفافا مثل أبيض البيض الطري، ويكون كثيرا جدا، أما بعد الإباضة فيكون السائل قليلا ويفقد شكله، ولا تكون هذه الإفرازات مصحوبة بألم أو التهاب، ولا تزامنها حكة وليس بها رائحة كريهة، وعند سن اليأس يكون هذا السائل قليل جدا أو منعدم مما يؤثر على العلاقة بين الزوجين.
وماذا عن الإفرازات المهبلية المرضية؟
يحتوي المهبل على أنواع كثيرة من الميكروبات التي تحافظ على التوازن الطبيعي لمنطقة المهبل، وهذه الميكروبات هي نفسها التي تكون في الفم والجهاز المعوي وتسمى الفلورا المهبلية. ويمكن لهذه الفلورا المهبلية أن تتغير بسبب الهرمونات، المضادات الحيوية، العلاج الكيميائي، وحالات الحمل، مما يؤدي إلى تكاثرها، فتتحول من الفلورا الصديقة إلى الفلورا العدوى، بالإضافة إلى خلق خلل في التوازن المهبلي مما يصبح ميكروبات مسببة للأمراض، كالأمراض المتنقلة جنسيا. وفي هذه الحالة تتغير الإفرازات ويتغير لونها وتصبح لها رائحة كريهة وتظهر معها تهيجات مهبلية، حارقة مع ظهور حكة وآلام عند التبول، كما تصبح العلاقة الحميمية صعبة، ويتغير اللون من الأصفر إلى الأخضر حسب العدوى في غالب الأحوال، مما يجب استشارة الطبيب للتدخل العلاجي السريع، لأن هذه الميكروبات تنتقل إلى الرحم ثم إلى قناة فالوب، مما يؤدي إلى مشاكل التهابية مزمنة قد تتسبب في عدة مشاكل خطيرة كمشاكل في التخصيب، الحمل خارج الرحم والإجهاض المتكرر.
كما توجد ميكروبات لا تغير اللون، وتنتقل جنسيا، كمرض «النوار»، الالتهاب الكبدي B ، وداء فقدان المناعة المكتسبة، مما يضطر إلى إجراء فحوصات للكشف عنها ومعالجتها. كما توجد الفطريات وهي المضيف المعتاد للمهبل وتسمى (candida albicans/ المبيضات البيض(، وهي تتسبب في إفرازات
بيضاء كثيرة، تكون غالبا مصحوبة بالتهاب مهبلي بالإضافة إلى إحساس كاذب برغبة إلى التبول.
ما هي في نظركم أهم أسباب الإفرازات المهبلية غير الطبيعية؟
أهم الأسباب الطبية للإفرازات المهبلية التي تستدعي القلق واستشارة الطبيب في كل من: البكتيريا المهبلية، وهي ما تعرف بداء المهبل الجرثومي، والذي ينتج عنه عادة ظهور إفرازات مهبلية كريهة الرائحة، عند الإصابة به. وهي لا تعتبر من الأمراض من الأمراض المنقولة جنسيا، لكن تتسبب في إخلال عدم التوازن للبكتيريا الموجودة في هذه المنطقة.
وأيضا داء المشعرات (TRICHOMONAS)، وهو عدوى تنتقل عبر الاتصال الجنسي أو عبر ملامسة المريض أو أدواته الشخصية، وينتج عنه ظهور إفرازات صفراء أو خضراء اللون، كريهة الرائحة ويصاحبها عادة حكة وألم والتهاب. ثم فيروس الورم الحليمي البشري، والذي ينتشر عبر الاتصال الجنسي ويمكن أن يؤدي إلى سرطان عنق الرحم. وعادة ما يرافق هذا النوع من الأمراض الخطيرة إفرازات بنية دموية اللون وكريهة الرائحة. ويتطلب الأمر زيارة الطبيب وإجراء مسح عنق الرحم والفحوصات اللازمة. ثم هناك الفطريات، وهي تسمى عدوى الخميرة، وهي عدوى فطرية شائعة بين النساء، وعادة ما ينتج عنها إفرازات مهبلية كريهة الرائحة سميكة تشبه الجبن وتصاحبها حكة وحرقة. ويوجد فطر الخميرة بشكل طبيعي في المهبل، لكن في بعض الحالات، فهو قد يتكاثر وينمو نتيجة الإصابة بالسكري، الإجهاد والتعب، استخدام حبوب منع الحمل، استخدام المضادات الحيوية.
ثم هناك التهاب الحوض، وهو عبارة عن عدوى تنتقل عادة عبر الاتصال الجنسي، وتكون ناتجة عن انتشار البكقيريا لباقي الأعضاء التناسلية، مما يتسبب برائحة كريهة وإفرازات سميكة، ويتم عادة علاج هذا النوع من الحالات عن طريق أحد المضادات الحيوية القوية، عن طريق الفم أو الحقن.
ثم هناك داء السيلان والكلاميديا، وينتقل عبر الاتصال الجنسي وتكون الإفرازات بين الصفراء والخضراء، وتتطلب تدخلا كبيا لتحديد نوع العلاج.
كيف يتم علاج الإفرازات المهبلية المرضية؟
تعتمد علاجات إفرازات المهبل على نوع العدوى التي يصاب بها، فهناك علاج بكتيري وعلاج فطري. فالبنسبة للعلاج البكتيري، تصاب النساء بصورة شائعة ببكتيريا المهبل ما بين سن 15 و44 سنة، والتي يجب معالجتها لمنع أي مضاعفات، وذلك عن طريق مضادات حيوية، من خلال المهبل، الفم أو الحقنة قصيرة أو بعيدة المدى حسب نوع البكتيريا وحدة المرض. وبالنسبة للعلاج الفطري، فأكثر الفطريات المناسبة للفطريات هي المهبل، نتيجة النظافة الزائدة، الحمل، أحد موانع الحمل، وحلها بسيط، يكمن في: تحاميل ، كريم ، حبوب. والمشكل فيها ليس العلاج، ولكن تكرار الإصابة بها، وفي هذه الحالة، يجب القيام بتحاليل للبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا التكرار وتسببت في خلل البكتيريا النافعة وبالتالي تلف التوازن البكتيري والفلورا المهبلية.
ما هي النصائح التي يمكنك تقديمها للنساء في هذه الحالة قصد الحد من الإصابة بعدوى المهبل الفطرية؟
لتفادي هذا ننصح بالتقليل من تناول الطعام المصنع، ارتداء ملابس فضفاضة وقطنية، تجنب ارتداء ملابس مبللة لفترة طويلة، الإكثار من تناول المضادات الحيوية، الابتعاد عن «الدش المهبلي» استشارة الطبيب، الالتزام بنظام غذائي صحي، الحفاظ على النزافة الشخصية، والعمل على تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك التي تمكن من استعادة توازن البكتيريا النافعة في المهبل، تجنب استخدام الصابون المعطر لتنظيف المنطقة الحساسة، بعد استخدام المرحاض، مسح المنطقة التناسلية الحساسة من جهة الأمام إلى الخلف لمنع انتقال البكتيريا من منطقة المستقيم إلى عضو المهبل.
+ الطب العام
طب النساء
التغذية والحمية
الفحص بالصدى وتخطيط القلب
ومرخصة للفحص لنيل رخصة السياقة.
البيضاء