حوار مع الدكتورأسامة سليمي
حاورته : حياة البدري
ما هي في نظركم كمختصين أهم المشاكل المتعلقة بالأدوية التي تبرز خلال شهر رمضان؟
يقوم العديد من المرضى في شهر رمضان الفضيل بتغيير مواعيد وجرعات الدواء بدون استشارة طبيبهم، ومنهم من يقدم على مضاعفة الجرعة وقت الإفطار حتى يتمكن من الصوم. والأكيد أن هذا السلوك غير المسؤول غاية في الخطورة، ويؤثر بطريقة سلبية على مفعول الدواء وعلى استقرار الحالة الصحية للمريض، خصوصا بالنسبة للأمراض المزمنة كالسكري وضغط الدم والصرع والرعاش وأمراض القلب والشرايين وكذا أمراض الفشل الكلوي والتهاب الكبد وأمراض الغدة الدرقية والعديد من أمراض الجهاز العصبي، ويبقى الطبيب المتابع لحالة المريض، هو الوحيد الكفيل باتخاذ القرار حول الإجراءات الواجب تتبعها بالنسبة لتناول الأدوية خلال شهر رمضان.
ما هي في نظركم أهم الأخطار التي قد تنجم عن التوقف عن أخذ الدواء؟
التوقف المفاجئ لتناول الدواء دون استشارة الطبيب، يمكن أن يزيد الحالة الصحية سوءا، ولذلك يمنع منعا باتا التوقف عن تناول الدواء بدون استشارته. ومع الصيام قد يزداد مفعول بعض الأدوية كعلاجات السكري وضغط الدم وعليه مراقبة السكري والضغط الدموي خلال رمضان، حيث يجب أن تكون هذه المراقبة بصفة منتظمة.
هل يشكل الصيام خطورة على مرضى السكري ككل، أم فقط على الذين يأخذون حقن الأنسولين؟ ولماذا؟
في الحقيقة كثيرا ما يظن مرضى السكري أن فقط من يتبعون علاجا بالأنسولين هم من لا يمكنهم الصيام. وفي الحقيقة الأمر ليس بهذه السهولة، حيث الطبيب المعالج وحده يعلم حالتهم الطبية وهو الوحيد الكفيل باتخاذ هذا القرار خاصة إذا علمنا أن حتى المرضى الذين يتناولون الأقراص المضادة للسكري قد لا يستطيعون في حالات معينة الصيام. إذن، مقدار الخطورة مرتبط بكل حالة على حدا وهو تقييم يقوم به الطبيب المعالج، فقط بناء على الحالة السريرية للمريض وعلى نتائج التحاليل الطبية التي سيقوم بها.
وماذا عن مرضى الكبد والقلب والشرايين والفشل الكلوي، فهل يشكل الصيام خطورة على حيواتهم؟
أكبر خطر مشترك من الصيام على كل هذه الفئات هو الجفاف، وعليه لابد من الحرص الشديد والعناية البالغة بشرب الماء، وذلك بكميات قليلة ولكن مستمرة طيلة فترة الإفطار حتى تنعش جسده وتمكنه من تعويض نسبة المياه التي يحتاجها.
الصيام وما يرافقه من تغيرات قد يؤثر كذلك على مدى فعالية العلاجات التي يتناولها المريض وبه يجب علبه دائما استشارة طبيبه.
كيف يؤثر الصيام على مرضى الغدة الدرقية ومضى الصرع والرعاش وأمراض الجهاز العصبي؟
في الحقيقة، ما يجمع هذه الأمراض هو ضرورة تناول الأدوية المعالجة لها باحترام أوقات معينة، وبجرعات محددة قد لا تقبل تغييرها، وعليه قد يكون من الصعب الصيام على مثل هذه الحالات دون أخذ رخصة من الطبيب بذلك.
ما هي أهم النصائح التي يمكنكم تقديمها للمغاربة بخصوص رمضان وكيفية تناول الأدوية بطريقة صحيحة؟
الصيام يؤدي عادة إلى حالة من الجفاف، وعليه ينصح بالحرص على شرب الماء في ساعات الإفطار، وأحسن طريقة للشرب هي تناوله بكميات قليلة لكن باستمرار (أي أكواب متوسطة وبانتظام على طول مدة الإفطار)، كما يكثر الإقبال خلال شهر رمضان على تناول أدوية صداع الرأس وخاصة الباراسيطامول، الأسبيرين والإبيبروفين، وهو ما يستدعي الحذر.